تقييم القدرة الاستيعابية لمصارف وأنفاق السيول بمكة المكرمة

Abstract

تعتبر مدينة مكة المكرمة من أهم مناطق السياحة الدينية في العالم حيث تكتظ المدينة بملايين الحجيج والمعتمرين خلال موسمي الحج والعمرة. تقع مكة المكرمة جغرافياً ضمن المناطق الجافة والقاحلة بمنطقة الدرع العربي والذي يتميّز بعدم انتظام سقوط الأمطار به، كما يتميّز أيضاً بالتباين المكاني للعواصف الممطرة من حيث الشدّة، ومجموع التساقط الكلي. حيث أكّدت البيانات الرقمية وجود تذبذب شديد في هطول الامطار على المدينة، حيث وصلت معاملات التغير إلى حوالي 73%، مما يعني أن كمية الأمطار المتساقطة من أحد العواصف على منطقة معينة قد يتجاوز مجموع الأمطار المتساقطة على نفس المنطقة خلال العام. ومن الجدير بالذكر، أن السريان السطحي الناتج عن حدوث عواصف ممطره فوق المناطق الجبلية قد يؤدي إلى حدوث سيول شديدة الخطورة، حيث تتجمع المياه من المناطق المرتفعة وتندفع في روافد الأودية باتجاه مصبات تلك الأودية. تلك السيول عادة ما تكون محمله بالفتات والركام الصخري مما يزيد من القوة التدميرية للمياه على المنشآت التي تعترض طريقها. لذا، فإنه لا يوجد وسائل يمكن بها درء أو منع ظاهره السيول، ولكن يمكن مجابهة المخاطر الناتجة عن السريان السطحي لمياه السيل باتباع وسائل علمية وتقنية مبنيّة على دراسات متخصصة للحد من تلك الآثار السلبية. أحد هذه الوسائل هي تصريف مياه السيول في قنوات مفتوحة أو مصارف مغطّاه، يتم إنشاءها لتحوي أقصى كمية مياه متساقطة من العواصف الممطرة والتي يتم حسابها من بيانات الأمطار التاريخية والحالية باتباع وسائل علمية متطورة. لوحظ في الآونة الأخيرة أن أثناء وبعد العواصف المطيرة في مكّة الكرّمة يحدث غرق العديد من المناطق وامتلاء العديد من الطرق بالمياه على الرغم من وجود مصارف سيول مغطّاه بها مما استلزم دراسة و تقييم القدرة الاستيعابية لمصارف وأنفاق السيول بمكّة المكرّمة للقيام على معرفة أسباب تلك المشكلات وتقديم المقترحات العلمية لحلها.