تعريف الحضانة والمقصد الشرعي منها

Abstract

فتعد الحضانة في الإسلام من محاسن هذه الشريعة الغراء, فهي مؤسسة من المؤسسات الشرعية التي لا يوجد لها نظير في النظم الوضعية على الرغم من التطورات الحديثة فيما يتعلق بحقوق الطفل. وهي نوع من أنواع الولايات الخاصة, ويقصد بها: ولاية التربية للطفل منذ ولادته إلى أن يستقل بأمور نفسه, ولهذا يشترط في الحاضنة للصغير أن تكون عندها القدرة النفسية, والصحية, و الخلقية, والعقلية, والدينية, والاجتماعية على تربية الصغير, وغرس مكارم الأخلاق فيه منذ صغره. والحضانة في لغة العرب معناها: الرعاية, والتربية, والحفظ, والصيانة, وهي تشمل المرأة والرجل كذلك. وفي اصطلاح الفقهاء القدامى والمحدثين معناها: تربية الصغير, ورعايته, والقيام بأمر طعامه, ولباسه ونظافته في المرحلة الأولى من عمره, بهدف تنميته: جسمي ً ا وعقلي ً ا, وصحي ً ا, وعاطفي ً ا, واجتماعي ً ا, وغرس العادات المستحسنة فيه. والحضانة واجبة على الوالدين, وعلى كل َ م ْ ن له صلة بالمحضون, لأنه بدونها قد يهلك أو يتضرر. وقد ثبتت مشروعية الحضانة بالقرآن, والسنة, وإجماع الأمة, ودليل العقل, وقد جعلت الشريعة رعاية الصغار من الأمور الواجبة على أولياء الأمر في الأمة عند عجز الأبوين أو الأقارب عن القيام بهذه المهمة.