دراسة الأشكال والرموز الإرشادية الأكثر فعالية في المسجد النبوي الشريف

Abstract

يعد المسجد النبوي الشريف من أكثر الأماكن التي يفد إليها الزوار مصداقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى). ومن ثم يقصد المسجد النبوي الشريف كل عام ملايين الزوار سواء في موسم الحج أو في مواسم العمرة الممتدة على مدار العام، طلبًا للأجر والمثوبة، فيأتي الكثير منهم بل أغلبهم وهم لا يعرفون المكان ولا اللغة ولا الثقافة الواجب اتباعها أثناء الوجود في المسجد. وحيث أنهم يمكثون في المدينة المنورة مدة ليست بالقليلة سواء في الحج أو العمرة، فأنهم يترددون على المسجد دائماً وباستمرار، ويحتاجون إلى بعض أو كثير من الخدمات. وتهدف هذه الدراسة إلى وضع المنهج لإعداد دليل إرشادي متكامل للرموز والعلامات الإرشادية التي يمكن استخدامها في المسجد النبوي الشريف والطرق والساحات المؤدية إليه، يراعي الجوانب والأبعاد المرتبطة بالموضوع بدء من طبيعة المكان وقدسيته وطبيعة الرواد وخصائصهم الثقافية والاجتماعية المختلفة ونوعية الخدمات المختلفة التي تقدم ونوعية المعلومات والبيانات والرسائل الإرشادية والإعلامية المطلوب توصيلها إلى الحجاج. تبدء الدراسة بالتعريف بموضوعها وأهميته ومن ثم غاية وأهداف الدراسة وخطة العمل والمنهجية المتبعة بها. ثم تعرض الدراسة مقتطفات من الدراسات العالمية والمحلية، للإفادة مما وصلت إليه بشأن المبادئ التي ينبغي مراعاتها في تصميم اللوحات الإرشادية، ومواصفاتها، ولغة اشاراتها، وسهولة رؤيتها وتعرف الناس عليها، وتصنيفها، والألوان النموذجية، وأماكنها، وما توصلت إليه دراسات معهد خادم الحرمين الشريفين حول الرموز الإرشادية للحجاج. ثم تنتقل إلى دراسة الوضع الراهن من خلال توثيق الأسلوب المتبع في اللوحات الإرشادية داخل وخارج المسجد النبوي، للخدمات والمرافق والإدارات العاملة، للتعرف على النمط المستخدم. ومن ثم تحليل نتائج استطلاع آراء الزوار حول وضوح اللوحات الإرشادية، ومناسبتها، وتوفرها، ومقترحاتهم لتطويرها، وربط ذلك بأهم خصائصهم الديموغرافية وجهة قدومهم ومدة مكثهم بالمدينة المنورة. يلي ذلك استعراض الرموز الإرشادية التي تعرف عليها غالبية الحجاج من خلال استبانة معدة لهذا الغرض، حيث عرضت عليهم مجموعة من الرموز للأماكن والخدمات بالمسجد النبوي الشريف وساحاته وما حوله لاختيار الأقرب والأوضح معنى لديهم للخدمة المقصودة، وبتحليل تلك النتائج أمكن التعرف على أكثرها وضوحًا وتعبيرًا لدى الحجاج. وبناءً على ما تم التعرف عليه تم تحويل تلك المعلومات إلى نتائج ملموسة يمكن تطبيقها، حيث تبدأ بتوحيد الشكل العام للوحات الإرشادية، وإبراز هوية المدينة المنورة في تصميم اللوحات الإرشادية من خلال بيان مكونات التصميم العام للوحات الإرشادية العادية والإلكترونية، ومن ثم تطبيقها على الرموز المتعلقة بالأماكن الهامة، كأماكن الصلاة، وشرب ماء زمزم. ثم بيان رموز الاستعلامات، والتواصل مع المعوقين سمعيا، والخدمات الدينية، وحفظ الأمتعة والمفقودات، وخدمات الطعام والشراب، والأمن والصحة، والمواضئ وأماكن الاغتسال، والرموز المانعة، والحركة الرأسية، والمصاعد، ورموز السلامة والطوارئ، وعلى غرارها وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة يمكن استنباط بقية الرموز الإرشادية. وتختتم الدراسة خلاصة لما تم انجازه، وتوصيات نحو تنفيذها.