بناء مجتمعات تعلم مهنية في مؤسسات الحج والعمرة: بناء النموذج في مهمة النقل لدى مؤسسات الطوافة

Abstract

في ظل التحديات والتطورات المتسارعة لم تعد الممارسات والأدوار القديمة نافعة لقيادة خدمات (الحج والعمرة) في عصرنا الحالي. وبالتالي لن يحدث التكيف مع المعطيات الجديدة باستخدام مهارات وكفايات العصر الماضي. يتطلب التغيير في بيئة العمل (خدمة الحاج) قدراً كبيراً من الحكمة والمعرفة في آن واحد كونها تخدم شعيرة دينية وبأسلوب حضاري غايته (الحج المبرور).لذا يحتاج التغيير الإيجابي إلى قيادة فاعلة تستشرف المستقبل ولديها القدرة على التأكد من جاهزيتها الفكرية لإحداث التغيير، بحيث تكون دائماً مستعدة لمواجهة أي تحديات تمنعها من تحقيق رضا المستفيد (الحاج). إن مبدأ التحسين المستمر في الأداء هو الرافعة الأساسية التي يُعول عليها في عالم اليوم، وهو ضرورة ملحة للحصول على نتائج إيجابية وخاصة في مجال إدارة المنظمات لرأسمالها البشري. غير أن الواقع المُلِحْ ينطوي على مفارقة أساسية وهي أن التحسين المستمر للأداء يستنزف موارداً مالية وبشرية، إلا أنه في نهاية المطاف يظل الأداء الجيد أقل تكلفة من الاستمرار في الأداء السيئ. وهنا نطرح تساؤلاً مهماً: كيف يمكن الوصول إلى التميز المؤسسي في الأداء، مع تقليل الهدر في الموارد؟ في هذا الإطار لابد من بذل جهود حقيقية لتوجيه مفهوم التحسين المستمر وتطويعه لهدف نبيل (خدمة الحاج)، وبلوغ غاية سامية (الحج المبرور). وبالتالي جاءت هذه الورقة لتقدم أنموذجاً يضع الجهود التي تبذلها مؤسسات الحج والعمرة والجهات المساندة لها كمدخلات، ويعالج العمليات الرئيسة والمتشابهة بين تلك المؤسسات وفق المعايير العلمية والعالمية لتحسين الأداء، وبناء مجتمعات تعلم مهنية داخلية في كل مؤسسة وخارجية مع بقية المؤسسات؛لتتضاعف من خلالها المخرجات في ظل التوازن بين المعرفة الإدارية والمهارات المكتسبة التي بدورهما تنعكس على نمو التوجه الإيجابي لدى المستفيدين من هذا النموذج.