توعية الحجاج مسؤولية مشتركة تبدأ من بلدانهم

Abstract

نظرًا لأهمية الحج باعتباره الركن الخامس من أركان الإسلام، ولما له من معانٍ تعبدية وحكم سامية تدفع المسلمين إلى التسابق من كافة أرجاء المعمورة لأداء هذه الفريضة، فقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعجلوا إلى الحج (يعني الفريضة) فإنَّ أحدكم لا يدري ما يعرض له». ومن هذا المنطلق الإسلامي العظيم يؤدي –في كل عام- أعداد هائلة من المسلمين باختلاف جنسياتهم فريضة الحج، وهؤلاء –بلا شك- يتفاوت لديهم البعد والوعي وهم بحاجة ماسة وملحة إلى توعية شاملة سواء ما يتعلق منها بالعبادات والشئون الدينية، أو ما يتعلق بالسلوك والنواحي التنظيمية ومعرفة الحقوق والواجبات، ومنها ما يتعلق بالجوانب الأمنية والصحية والاقتصادية والسلامة العامة من حيث التقيد بالتعليمات واتباع الإرشادات، وغير ذلك من مقومات ومتطلبات تفرضها طبيعة رحلة الحج المباركة منذ لحظتها الأولى وحتى محطتها الأخيرة والعودة بالسلامة، ضمانًا لتيسير وتسهيل أمور ضيوف الرحمن حتى يتمكنوا من أداء فريضتهم باطمئنان وعلى بصيرة، وبعيدًا عن أي انفعالات قد تؤثر سلبيًا على الحجاج أنفسهم. فالتوعية –أيًّا كانت- مباشرة وغير مباشرة مبدأ مطلوب ومسئولية مشتركة وواجبة تقع على عاتق جميع الجهات المعنية وذات العلاقة بخدمة الحجيج انطلاقًا من بلدانهم ومرورًا بمراحل وخطوات الحج، وحتى يعود سائر الحجاج إلى أوطانهم سالمين غانمين بإذن الله دون أن يواجهوا صعوبات أو عقبات أو مشكلات سببها قلة التوعية أو عدم تفعيلها وترجمتها على أرض الواقع كما ينبغي. ولا يمكن أن تؤدي التوعية دورها المطلوب إلا بتضافر الجهود ووجود منظومة ذات حيوية ومتكاملة من الترتيبات والتنسيق اللازم وفق خطة محكمة ومدروسة تُوصل إلى الأهداف المرجوة، وتُحقق الغايات المنشودة، وهذا بالطبع لا يتأتى إلا عن طريق وضع استراتيجية أو آلية فاعلة ومشتركة من جميع الجهات ذات العلاقة تضمن –إن شاء الله- نجاح التوعية الشاملة وانعكاساتها الإيجابية خلال موسم الحج، وأعتقد أنَّ نقطة البداية (من بلدانهم) هي الأساس، وعليها يُعوَّل الأثر التوعوي في نفوس الحجاج ومدى إلمامهم بالنسك وقناعتهم بأداء الفريضة كاملة وعلى وجه صحيح. وتهدف ورقة العمل هذه إلى: 1- التعريف بالتوعية المطلوب تقديمها للحجاج منذ اللحظة الأولى حتى الأخيرة، ليتمكنوا من أداء الفريضة –كاملة- بيسر وسهولة وعلى بصيرة. 2- التأكيد على المسئولية المشتركة التي تتحملها جميع الجهات ذات العلاقة والمعنية بخدمة الحجيج توعويًا، وفي المقدمة بلدانهم. 3- تفعيل الدور التوعوي المطلوب تجاه الحجاج، ولا سيما أثناء الذروة (موسم الحج).