دراسة النفايات العضوية الناتجة من خدمة الإعاشة بمساكن الحجاج بمكة المكرمة وطرق تقليلها للحد من الهدر

Abstract

يعتبر الحج أحد أهم وأكبر الأحداث حول العالم، يتجمع خلالها الملايين من الحجاج في مكان محدد لمدة محددة. تعمل خلالها مؤسسات الطوافة المختلفة إضافة إلى شركات الخدمة المُخصصة لحجاج الداخل بتقديم خدمات السكن والتغذية والنقل للحجاج. خلال موسم الحج تتولد كميات ضخمة من النفايات الصلبة والتى تعتبر واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه متخذي القرار. أجريت العديد من الدراسات البحثية خلال مواسم الحج والعمرة ذات الصلة بإدارة النفايات الصلبة، أسفرت فى مجملها عن أن النفايات العضوية (بقايا الاطعمة) تمثل المكون الأكبر من إجمالي النفايات المتولدة، بلغت خلالها نسبة النفايات العضوية 59% و40% من مجموع النفايات المتولدة بإسكان الحجاج والزوار بمكة المكرمة والمدينة المنورة على الترتيب خلال موسمي حج 1435 و1436هـ. لذا تهدف هذه الدراسة الى التعرف على مسببات هدر الطعام بإسكان الحجاج بمكة المكرمة، وطرق الحد منها، وتقييم الوجبات المقدمة لهم وتقييم المطابخ المقدمة للوجبات، إضافة الى دراسة خصائص النفايات العضوية (بقايا الأطعمة) المتولدة من مساكن الحجاج للتعرف على نسب النفايات العضوية الصالحة والغير صالحة للتناول التي يتم رميها بالنفايات لوضع التوصيات اللازمة للحد من هدر الطعام. ولتحقيق هذه الأهداف، تم تتبع منظومة الغذاء بداية من تجهيز الوجبات بالمطابخ ومن ثم طرق تقديمها للحجاج وانتهاءً بدراسة النفايات الناتجة عنها، حتى يتسنى التعرف على مسببات ارتفاع معدل تولد النفايات العضوية وهدرالأطعمة بمساكن الحجاج. لذا تم تطبيق الدراسة على عدد 8 مساكن حجاج بجنسيات مختلفة لتغطية جميع مؤسسات الطوافة بالإضافة لحجاج الداخل بمكة المكرمة خلال موسم الحج 1436هـ. كما تم توزيع استبيانات (2274 استبانة) على مساكن الحجاج بشكل عام بمكة المكرمة لتقييم رضائهم عن خدمة التغذية المقدمة لهم. أوضحت النتائج ارتفاع الهدر الغذائي بصفة ملحوظة حيث تراوحت نسبة النفايات العضوية بين 49-77% بمتوسط 62% من إجمالى النفايات المتولدة بالاماكن المخصصه لتناول الوجبات داخل هذه المساكن. ومن خلال تصنيف النفايات العضوية إلى بقايا أطعمة صالحة للتناول (هدر) ومخلفات أطعمة غير صالحة للتناول (لا يستفاد منها)، اتضح أن بقايا الأطعمة الصالحة للتناول ترواحت نسبتها ما بين 49-98 % (معدل 76%) من إجمالي النفايات العضوية المنتجة والتي تكونت بشكل أساسي من الأرز واللحوم والخبز. وكانت أعلى نسبة للهدر من الغذاء بمسكن حجاج أمريكا وأوروبا بنسبة 98% من إجمالي النفايات العضوية المتولدة بذلك المسكن, والتي كان من أهم مسبباتها أن نوع الطعام المقدم غير مألوف للحجاج بالكامل. كما أوضحت نتائج تقييم الحجاج لعدد 52 مطبخ أن هناك رضًا عامًّا عن مستوى الوجبة المقدمة حيث تم تقديره بنسبة 77% من العينة المختارة (2274 حاجًّا) أن الوجبة كانت جيدة أو مرضية بينما وجد 23% من الحجاج أن الوجبة كانت سيئة. كما تم عمل تقييم لعدد 52 مطبخًا قدمت خدمة الإعاشة للحجاج. وقد خلصت الدراسة إلى أن هناك تباينًا كبيرًا في طرق تقديم الوجبات للحجاج بمساكنهم مثل البوفية المفتوح والبوفيه المقنن والوجبات الجاهزة مما يسبب الاختلاف في نسب الهدر. كما خلصت الدراسة الى أن من أهم مسببات الهدر ما يلي: انخفاض جودة الوجبات المقدمة، عدم مناسبة طرق تقديم الوجبات، عدم تهيئة الظروف المناسبة بمكان تقديم الوجبات (مطعم المبنى)، بعض الأصناف المقدمة تكون من الطعام غير المؤلوف لدى الحجاج، وأخيرًا المغالاة في تنوع الأصناف المقدمة بالوجبات. كما وجد أيضًا أنه بالغالب لايتم مرعاة الظروف الصحية للحجاج المصابين بأمراض مزمنة وذلك بتقديم الطعام المناسب لهم. وخلصت الدراسة أيضًا إلى أن مايقرب من76% من النفايات العضوية كان من الممكن تجنبها لو تم وضع ٍآلية مناسبة للاستفادة القصوى من خدمة التغذية وإيقاف الهدر. توصي الدراسة بوضع لوائح تنظيمية لطرق تقديم الاعاشة بمساكن الحجاج تحت إشراف لجنة من وزارة الحج وأمانة العاصمة وهيئة الغذاء والدواء ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ويكون من مهامها تقييم الوجبات والمكان المخصص لتناول الوجبات ميدانيًّا بمساكن الحجاج .كما توصي الدراسة بتقنين عدد الأصناف بالبوفيه المفتوح وعدم تكرار الأصناف المتشابه وتخصيص طبق مقسم الى عدة اقسام للبوفيه وتوافق جنسية معدي الوجبات مع جنسية الحجاج وتخصيص ركن خاص لذوي الأمراض المزمنة. أخيرًا توصي الدراسة بوضع ملصق بكل سكن للحجاج يوضح رقم مخصص لشكاوى سوء خدمة التغذية.