الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للبائعين الجائلين بالمنطقة المركزية في المدينة المنورة: دراسة ميدانية

Abstract

شهدت العقود الأخيرة في كثير من بلدان العالم نموا ملحوظا لظاهرة الباعة الجائلين، ولتصبح إحدى المشكلات والظواهر السلبية التي تلقى بظلالها على كثير من أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والاحوال المعيشية ، وانطلاقا من أهداف الدراسة الحالية الرئيسية والفرعية التي ركزت على تحليل الابعاد الاجتماعية والاقتصادية للباعة الجائلين بالمدينة المنورة، ولا سيما بعد ان تزايدت الآثار السلبية لهذه الظاهرة في المنطقة المركزية وتركت بصماتها واضحة على المظهر العام والحضاري لهذه المنطقة . كما ان هناك كثير من الآثار الأخرى المرتبطة بها، مثل إعاقة الحركة المرورية امام الزائرين والمعتمرين، علاوة على ارتباطها ببعض الظواهر السلبية مثل السرقة والتسول، وغير ذلك من مظاهر سلبية أخرى بالإضافة إلى عدم إتاحة الفرصة أمام الزائرين والمعتمرين وخاصة الهدوء والاستقرار والطمأنينة خلال فترة الزيارة للمسجد النبوي الشريف. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية الميدانية، استخدمت فيها مجموعة من ادوات جمع البيانات والاجراءات البحثية الأخرى، كما تبنت عددا من المداخل النظرية المفسرة لظاهرة الباعة الجائلين وأنشطتهم، ومن أهم هذه المداخل، الاقتصادي، والقانوني، والتنظيمي، وأخيراً المدخل السوسيولوجي وكيفية تحليل علماء الاجتماع لظاهرة الباعة الجائلين في ضوء ما يعرف بسوسيولوجيا الأسواق (Sociology of Markets). ومن الناحية الواقعية، أجري الجانب الميداني للدراسة خلال شهر رمضان 1436هـ، على عينه من الباعة الجائلين (550) حالة، وعلى عينة أخرى من المسئولين والقائمين على حفظ النظام والتخطيط البيئي والحضاري بالمنطقة المركزية بالمدينة المنورة . وبإيجاز حرصت الدراسة الحالية على المستويين النظري والميداني لرصد الوضع الراهن لمجموعة الابعاد الاجتماعية والاقتصادية لظاهرة الباعة الجائلين في المنطقة المركزية، مع تحليل العوامل والاسباب التي تسهم في زيادة حجم هذه الظاهرة، وآثارها السلبية بصورة عامة. من ناحية أخرى هدفت الدراسة إلى طرح مجموعة من النتائج والتوصيات ولتقديم مجموعة من البدائل والحلول المقدمة لعلاج ظاهرة الباعة الجائلين في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة سواء في المرحلة الحالية أو المستقبلية.