دوافع تعرض الحجاج والمعتمرين لقناتي القرآن الكريم والسنة النبوية في تنمية الوعي بالثقافة الدينية والإشباعات المتحققة منها، وتصور مستقبلي لتطبيق تكنولوجيا الاتصال بهما

Abstract

مكة المكرمة بلد الله الحرام، وعنوان الطهر وموطن القداسة، وأحب البلاد إلى الله عز وجل وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختارها المولى عز وجل لتكون أول بقعة على وجه الأرض ليعبد فيها، حيث بني إبراهيم عليه السلام أول بيت على الأرض لعبادة الله عز وجل، وقد طبع الله تعالى قلوب المؤمنين على حبها والشوق إليها، فلا يحل بها أحد إلا أخذت بمجامع قلبه، ولا يفارقها إلا آسف لفراقها، شديد الحنين إليها، ولا غرابة في ذلك فهذا الحب هو منحة ربانية لمكة المكرمة وأهلها، حيث يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} وفي ظل التزايد الهائل والمتواصل في أعداد المسلمين عامًا بعد عام، وهو ما يستدعي بالطبع تزايدًا مطردًا في الخدمات المقدمة لوسائل الإعلام المختلفة في توعية المسلمين الناطقين باللغة العربية وغير العربية في أنحاء العالم ونشر الثقافة والمفاهيم الدينية لهم. فإن التوعية عبر وسائل الإعلام هي من أهم العناصر التي تسعى إليها الجهات ذات العلاقة بمنظومة الحج أن تسعى فيها، تعاملًا من تحديات الشعيرة المقدسة. وتكتنف هذه الشعيرة المقدسة للعديد من القضايا التي تتضاعف تراكميًا مع تضاعف أعداد الملمين في العالم الإسلامي. لذلك تم التركيز على وسائل الاتصال الجماهيرية التي تتواصل مع أكبر عدد من الجماهير. وتعتبر عملية نشر المعلومات أحد المهام التي تقوم بها وسائل الاتصال الجماهيرية للتأثير على المعرفة والفهم لدى الجمهور المتلقي، ولذلك تستطيع وسائل الاتصال الجماهيرية أن تقدم كثير من الموضوعات والقضايا المختلفة التي تهم المجتمع وأسهمت أساليب التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية في تخطي الحواجز والعقبات، وبث مفهوم عولمة الإعلام الإسلامي. وتحتل القنوات الفضائية الإسلامية الدينية موقعًا هامًا بين القنوات الفضائية المختلفة، فقد وفرت على جمهور المشاهدين جهودًا كثيرة بتعرضهم لهذه القنوات مباشرة بدلًا من البحث على المحتوى الديني في القنوات العامة. والذي قد يتفق مع أوقات فراغهم وقد لا يتفق، فأصبحت القنوات الفضائية الدينية الإسلامية واحدة من القوى الإعلامية المؤثرة في وجدان المشاهد لارتباطها بعقيدته وأخلاقياته، ولأنها خلقت نوعًا من التوازن أمام طغيان القنوات الدينية التبشيرية والكليبات والانبهار بالإعلام التجاري.