دراسة المشكلات الإنسانية في العمرة: التيه

Abstract

التيه من المشكلات الإنسانية التي يتعرض لها الحجاج والمعتمرون أثناء تأدية النسك، ومن أسبابها في المنطقة المركزية وجود ضيوف الرحمن بأجناسهم وجنسياتهم وثقافتهم ولغاتهم المختلفة. في مدينة غير مألوفة لهم ويزدحم فيها مئات الألوف منهم، إضافة إلى أن مكة المكرمة ذات الطبيعة الجبلية وليس لها طرق طولية وعرضية واضحة حيث تتداخل الشوارع مع بعضها بزوايا حادة، وكذلك شكل المسجد الحرام الدائري الذي تتوسطه الكعبة المشرفة مع تشابه مخارجه كل هذه العوامل وغيرها يساعد على بروز هذه المشكلة. ويهدف البحث إلى تحقيق التعرف على هوية التائه، وتحديد الظروف والملابسات التي أدت إلى فقده مقر سكنه، ومعرفة أعمال الإرشاد ومدى الاستفادة منها. وسوف يحقق البحث بإذن الله تعالى التعرف على أبعاد وواقع هذه الظاهرة بدون اللجوء إلى التقدير، لتمكين الجهات المعنية من وضع البرامج الجيدة لمواجهتها. وقد استخدم الباحث المنهج المسحي الذي يصف الظاهرة عن طريق جمع المعلومات من مجتمع الدراسة وهم المعتمرون التائهون المتواجدون بالحرم المكي والمنطقة المركزية التي حوله بأداة البحث المعروفة والتي تفيد في جمع المعلومات من الأعداد الكبيرة إلا وهي الاستبانة وقد كان عدد أفراد العينة (1045) مبحوث. ومن أهم نتائج البحث أن أكثر التائهين من كبار السن والذين أعمارهم ما بين 51 – 70 سنة حيث كانت نسبتهم 46% أي قاربت نصف العينة، وأكثر التائهين من الجنسية المصرية حيث بلغت نسبتهم 33% ثم الجزائر واليمن والسودان وباكستان وهكذا ...، والظاهرة اتضحت في الذكور أكثر من النساء حيث بلغت نسبة الذكور 68%، وظهرت في الأميين أكثر من غيرهم حيث بلغت نسبة الأميين في العينة 28%، وكذلك وقع في المشكلة سكان الأرياف في دولهم أكثر من سكان المدن والعواصم حيث بلغت نسبتهم في العينة 50%، وبرزت فيمن يؤدي العمرة لأول مرة حيث بلغت نسبتهم 61%، أما أسباب فقد الطرق فقد كان تشابه الأماكن بنسبة 54%، وعدم وجود أفراد مرشدين وخرائط إرشادية ولوحات إرشادية بنسب تجاوزت 33%، أما عن التوعية فلم يكن هناك توعية للمعتمرين حيال المواقع الجغرافية.