الآثار الضارة لاستخدام البولي ستايرين أوعية تعبئة مياه الشرب والمشروبات الساخنة والأغذية

Abstract

يعيش العالم في هذه الأيام ثورة صناعية كبرى في مجال البتروكيمياويات, والبوليمرات على وجه الخصوص التي أصبحت تمثل جزءً رئيسياً في حياتنا المعاصرة والبوليمرات أو اللدائن أو البلاستيك ( بالعامية ), هي في مختلفة بواسطة روابط تساهمية لتكوين جزيئات طويلة لمواد أخرى تختلف في خواصها الفيزيائية والكيميائية. والبوليمرات في حد ذاتها لا تشكل خطورة صحية للإنسان لكونها مواد خاملة لا تتفاعل مع كيمياويات الجسم,ولكن الخطورة تكمن في الجزئيات أو الوحدات البنائية التي تشكلت منها هذه البوليمرات ( البلاستك ) وهذه الوحدات البنائية تسمى بلغة الكيمياء مونيمر ( monomer ) حيث أنها في حالة انطلاقها وتسربها من البوليمر الرئيسي تتسبب في إحداث أضرار صحية جسيمة تصل إلى السرطان, مثل كلور الفينيل VC والذي يدخل كوحدة بنائية في صناعة بوليمر البولي فيتيل الكلور PVC المستخدم في صناعة أنابيب البلاستيك ورقائق الجلد الصناعي لتغطية مقاعد السيارات والمكاتب, وستائر الحمام, معاطف المطر وأقمشة التنجيد كما يستخدم في تغطية أسلاك الكهرباء, التغليف وكذلك القوارير وعبوات المياه المعدنية. ونظراً للتزايد الكبير والقياسي في صناعة واستخدامات المواد البلاستيكية بأنواعها المختلفة بالمملكة والذي يكاد يصل إلى مستوى الدول الصناعية المتقدمة في ظل التوجه الحالي للخطط التنموية في الدولة لتكثيف صناعة البتروكيمياويات, فقد تم تنفيذ هذه الدراسة لتحديد وقياس نسبة تسرب وانطلاق جزيئات مادة الستايرين ومشتقاتها من أحد المنتجات النهائية للبولي ستايرين. ويؤثر الستايرين ـ الذي يتكون كيميائياً من حلقة بنزين يرتبط بها جزئ من الإثيلين ـ في حالة تسربه من البوليمر ودخوله إلى جسم الإنسان في إحداث أضرار صحية قد تؤثر على الجهاز العصبي ( مثل التعب وصعوبة النوم ) أو في خفض الصفائح وقيم الهيموجلوبين أو الكروموسومات والأوعية اللمفاوية أو تأثيرات سرطانية وتكمن خطورة هذا الموضوع في إن الجرعات البسيطة والمتكررة لهذه المادة والتي لايكون لها تأثير ضار فوري, قد تتسبب في إحداث الأمراض المختلفة نتيجة للأثر التراكمي لهذه المادة. وفي هذه الدراسة تم تحليل المياه المعبأة في عبوات مصنوعة من مادة البولي ستايرين ( المتوفرة في السوق المحلي ) في ظروف مختلفة وتم التأكد من تسرب الستايرين ومواد أخرى الإيثيل بنزين والتولوين والبنزين في المياه المعبأة.