الاستلزام التخاطبي وتطبيقاته على رسالة حي بن يقظان بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في تخصص اللغويات التطبيقية

Abstract

يهدف البحث في موضوع الاستلزام التخاطبي في رسالة حي بن يقظان إلى التركيز على عدد من المحاور، منها: 1-الاستفادة من دور الاستلزام التخاطبي في مجاله التداولي التطبيقي. 2-الوقوف على موضوع اللغة عند ابن طفيل وأهميتها التداولية، ومقتضى مضمونها؛ حيث تعد في تصوره من أواخر مراحل مسیرة العقل الإنساني. 3- الاستفادة من رصد الخطاب التداولي وقرائنه التطبيقية في رسالة حي بن يقظان، وينسجم في هذا الخطاب جوانب منها؛ تاريخ اللغة، وإشاراتها الاتصالية غیر الناطقة، والقدرة العقلیة عند الإنسان. 4- الاستفادة من معطيات نظرية (قصدية المعنى) عند الباحث التداولي بول غرايس وأهميتها في وصف الخطاب التداولي للنص المدروس. خصوصا وأن نظرية غرايس في الاستلزام التخاطبي تقوم على النظر في استعمال اللغة باعتبارها ضربًا من الفاعلية العقلية، التي وهدفت إلى تناول المعاني المستلزمة في نصوص كليلة ودمية، وماهي المقاصد الحقيقية الخفية وراء النصوص. وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة طغيان المعنى المستلزم على المعنى الحرفي يدفع المتلقي لتوظيف حواسه إلى جانب العقل لاستثمار كل ما هو مقصود، وأكدت على أن القارئ لا بد أن يمر بمراحل إدراكية حتى يتأتى له الإلمام بجوانب الحكاية الضمنية؛ أولها معرفة سياق إنتاج الكتاب باعتباره خطابًا عامًّا. وتوصلت إلى أن الخطاب غير المباشر من أكثر الأساليب إفادة في حال كان المتلقي أعلى مرتبة من الملقي، واعتبرته الأساس في مجيء خطاب كليلة ودمية خطابًا تلميحيًّا أكثر منه تصريحيًّا. ثالثًا: دراسة (د. سامية محصول، المدرسة العليا للأساتذة، بوزريعة، الجزائر، 2017م) بعنوان: (الاستلزام الحواري في القرآن الكريم\ آيات من سورة مريم أنموذجا). هدفت الدراسة إلى إلقاء الضوء على كيفية توظيف الاستلزام الحواري من أجل دراسة جوانب بلاغية في القرآن الكريم من منظور تداولي. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة من خلال الوقوف على مبادئ التخاطب التداولية في السورة أن القرآن قد أسس هذه القواعد منذ قرون، وهذه القواعد علمها الله تعالى لعباده المرسلين كي يتبعوها في التبليغ عنه. وأكدت أيضا على المعاني المباشرة وغير المباشرة والصريحة والمستلزمة، واعتبر البحث أن كتب التفسير كانت تداولية بامتياز، وأيضا كان عند المفسرين وعلماء العربية وعي تام بأهمية العملية التخاطبية وأطراف التواصل. كذلك توصلت الباحثة إلى أن الشريعة الإسلامية اعتنت بالعنصر التهذيبي في العملية التخاطبية واحترام الآخر. وأن التزام الرسل بهذه الآليات التخاطبية يبين الإعجاز اللغوي البلاغي للقرآن الكريم الذي جاء بأسلوب الحوار الراقي قبل الدراسات الغربية الحديثة بقرون كثيرة.