حروف المعاني في رسائل الجاحظ : دراسة في التركيب و الدلالة

Abstract

جاء هذا البحث بعنوان حروف المعاني في رسائل الجاحظ دراسة في الترّكيب والدّلالة وهو دراسة تطبيقيّة على رسائل الجاحظ؛ لبحث مسائل حروف المعاني التركيبيّة والدلاليّة في أحد النصوص النثريّة الرصينة، وقد حرص البحث على الانكباب على التطبيق وعرض أقوال النُّحاة على ما هو موجود في رسائل الجاحظ. وقد قسّم البحث إلى تمهيد يدور حول حروف المعاني من حيث تعريفها وعلاماتها ووظائفها وخصائصها وأقسامها بالإضافة إلى نبذة عن الجاحظ ورسائله، وثلاثة فصول تقفوها خاتمة أبتت فيها أهمّ النتائج والتوصيات. وقد اقتضت طبيعة البحث التزام المنهج الوصفيّ، وذلك بتحديد رسائل الجاحظ والتي قد بلغت ستًا وأربعين رسالةً، في أربعة أجزاء بتحقيق: الشيخ عبدالسلام هارون، ثمّ حصر حروف المعاني كلّها في تلك الرسائل، وتتبع دلالاتها، وتراكيبها، وأحكامها، واستعمالاتها، وتنوع معانيها، وأثر السياق فيها؛ وقد فضّل البحث ترتيب الحروف في كلّ وصف وفق ترتيب ابن مالك في الألفيّة في المباحث التي لها أبواب في الألفيّة، أمّا مباحث الحروف المتفرِّقة فقد رتبت فيها الحروف ترتيبًا هجائيًا، وقد ألحق كلّ حرف بنتائج خاصّة، ثمّ كلّ مبحث بنتائجٍ عامّة يعرض فيها ما ورد من الحروف وما لم يرد، وما كثر وما قلّ وطبيعة استعمالها؛ ممَّا يعطي تصورًا واضحًا لطبيعة استعمال هذه الحروف في رسائل الجاحظ. ومن نتائج هذا البحث أنّ حروف المعاني ودلالاتها واستعمالاتها عند الجاحظ قد وردت متوافقةً مع ما ذكر في كتب النحو إلى حدٍّ بعيد؛ ممَّا يدعو إلى الاستفادة منها بتعزيز الأمثلة النحوية والابتعاد عن الأمثلة المصنوعة التي تفقد الروح والمعنى، ومنها أيضًا أنّ أكثر حروف المعاني ورودًا، هي: الحروف المختصَّة بالأسماء وخاصّة منها أل التعريف، ثمّ الحروف المشتركة وخاصّة واو العطف، ثمّ الحروف المختصَّة بالأفعال وخاصّة لم، وأقلّ الحروف ورودًا حروف الاستفهام والنداء؛ ولعلَّ هذا لتطلبها مباشرة المخاطب والمتكلم. ويوصي هذا البحث باستثمار النصوص النثريّة الأخرى في تعزيز الأمثلة النحوية من خلال دراستها من النواحي التركيبيّة والدلاليّة.