تطوير كتب التربية الأسرية بمراحل التعليم العام السعودي في ضوء الأهداف العالمية للتنمية المستدامة وقياس فاعليته في تنمية مهارات التفكير المستقبلي والوعي التنموي لدى طالبات المرحلة الثانوية

Abstract

هدفت الدراسة الحالية إلى تطوير كتب التربية الأسرية بمراحل التعليم العام السعودي في ضوء الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، والكشف عن فاعلية وحدة تعليمية مقترحة من الأنموذج المطور لكتاب التربية الصحية والنسوية بالمرحلة الثانوية (نظام المقررات) في تنمية مهارات التفكير المستقبلي، والوعي التنموي. وقد اُستخدم المنهجين المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج التجريبي القائم على التصميم شبه التجريبي ذو المجموعة الواحدة، وتكونت عينة الدراسة من جميع كتب التربية الأسرية في التعليم العام السعودي، أبتدأً من الصف الأول في المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، الطبعة (1442هـ - 2020م) والبالغ عددها (19) كتاباً، كما تم اختيار عينة عشوائية بسيطة من (30) طالبة من طالبات المرحلة الثانوية (نظام المقررات) المسجلات بمقرر التربية الصحية والنسوية خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1442/1443هـ، وتم تطبيق أدوات الدراسة المتمثلة في بطاقة تحليل المحتوى، واختبار مهارات التفكير المستقبلي، ومقياس الوعي التنموي. وأظهرت نتائج الدراسة في ضوء تحليل المحتوى تضمين (41) مؤشراً بنسبة (83,67%) من مؤشرات الأهداف العالمية للتنمية المستدامة المدرجة ضمن بطاقة تحليل محتوى كُتب التربية الأسرية بمراحل التعليم العام السعودي، في حين افتقدت الكتب لعدم تضمين (8) مؤشرات بنسبة (16,32%) من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة التي من الضروري تضمينها في هذه الكُتب، وكشفت النتائج أن هناك تبايناً بين الأهداف العالمية للتنمية المستدامة قيد التحليل، وقد انعكس أثر هذا التضمين ارتفاعاً وانخفاضاً على مجموع التكرارات للأهداف المتوافرة والنسب المئوية الممثلة لها. كما أظهرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة ( 0.05≥α) بين متوسطي درجات مجموعة الدراسة في التطبيقين القبلي والبعدي في كل من اختبار مهارات التفكير المستقبلي ومقياس الوعي للتنمية المستدامة لصالح التطبيق البعدي، وأظهرت النتائج تأثير مرتفع لتدريس الوحدة التعليمية المقترحة القائمة على الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من مقرر التربية الصحية والنسوية لدى مجموعة الدراسة، حيث بلغ معامل التأثير (مربع إيتا) للمتغيرين المعتمدين (0,96، 0,97) على التوالي، ووصلت نسبة معامل بلاك للكسب المعدل للمتغيرين المعتمدين إلى (1,48، 1,35) على التوالي؛ مما يدل على فاعلية الوحدة التعليمية المقترحة القائمة على الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من مقرر التربية الصحية والنسوية في تنمية المتغيرين. كما كشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية طردية موجبة متوسطة القوى بلغت (0,545) عند مستوى الدلالة ( 0.05≥α) بين المتغيرين المعتمدين مهارات التفكير المستقبلي والوعي التنموي، وعلاقة اعتمادية "تنبؤية" خطية لقيمة معامل الانحدار حيث بلغت (0,14، 2,16) عند مستوى الدلالة ( 0.05≥α) بين المتغيرين المعتمدين لمهارات التفكير المستقبلي و الوعي التنموي في رفع كل منهما لمستوى الآخر. وفي ضوء تلك النتائج أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة والتي أظهرت نتائج الدراسة عدم توافرها بشكل كافٍ، والعمل على تضمينها في كتب التربية الأسرية بمراحل التعليم العام السعودي، كما أوصت بضرورة إعادة النظر في محتوى كتب التربية الأسرية بمراحل التعليم العام السعودي بحيث يراعى في ذلك توزيع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حسب أوزان محددة مسبقاً، والاستفادة من الأنموذج المطور في إعداد الكتب. كما أوصت الدراسة أيضاً بضرورة الاهتمام بتنمية مهارات التفكير المستقبلي والوعي التنموي لدى المتعلمات بجميع مراحل التعليم من خلال كتب التربية الأسرية، وتدريب معلمي ومعلمات التربية الأسرية قبل وأثناء الخدمة على تدريس مناهج التربية الأسرية في ضوء الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وتدريبهم على طرق واستراتيجيات تنمية مهارات التفكير المستقبلي. وقدمت الدراسة عدد من المقترحات البحثية منها: إجراء دراسة للكشف عن مستوى التكامل والتوازن بين محتوى كتب التربية الأسرية وكتب المواد الدراسية الأخرى في ضوء الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، إجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية على كتب مواد دراسية أخرى بمختلف مراحل التعليم العام السعودي. كذلك إجراء دراسات تستهدف الكشف عن فاعلية وحدة تعليمية مقترحة من الأنموذج المقترح لكتب التربية الأسرية في تنمية متغيرات تابعة أخرى مثل: المواطنة العالمية، حقوق الإنسان، التفكير الناقد، التحصيل الدراسي.