القيم الجمالية للزخارف الإسلامية في الآثار المعمارية بمنطقة جازان : دراسة وصفية تحليلية

Abstract

هدفت الدراسة إلى البحث عن العناصر الفَنّيَّة والقيم الجَمَالِيَّة للوَحَدَات الزخرفيَّة في الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقة جازان. وأيضًا معرفة النظم البنائية التي تمَّ على أساسها بناء وتشكيل تلك العناصر الزخرفيَّة ودراستها دراسة وصفيَّة تحليليَّة ومقارنتها بزخارف الطرز المعْمَارِيَّة للفَنّ الإسلاميّ. كما هدفت الدراسة أيضًا إلى التعرف على الخامات والتِّقْنِيَّات المستخدمة في زخارف الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقة جازان. وقد استُخْدِم في هذه الدراسة المنهج الوصفي بأسلوب (تحليل المحتوى)، وقد استُخْدِمت أداة بطاقة تحليل المحتوى للزخارف الإسلاميَّة في الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقة جازان. وقد شملت الدراسة على (22) عينة قصديَّة من بيوت الأدارسة -المخلاف السليمانيّ- بيت الرفاعيّ، المسجد النَّجْدِيّ -الآثار المعْمَارِيَّة الفرسانيَّة. وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها: أنَّ العناصر الزخرفيَّة الإسلاميَّة في الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقة جازان ذات ثراء فني، حيث تتضمن العديد من القيم الجَمَالِيَّة والفَنّيَّة، كالدقَّة في الزخرفة والترابط والتركيب كما هو في مدخل بيت أحمد وحسين الرفاعي، وواجهة المسجد النَّجْدِيّ، والاختزال والتبسيط والابتكار الإبداعيّ كما هو في زخارف بيوت الأدارسة. كما تنوّعت وَحَدَاتها الزخرفيَّة الهندسية والنباتية والكتابية وصياغتها التي دمجت مع بعضها كما هو في مدخل المسجد النَّجْدِيّ وواجهة بيت الرفاعي، وهوما يدل على المهارة والبراعة التصميمية للفنان المسلم في صياغة العناصر، وتنويع العلاقات التصميمية، وتوظيف اللون الذي يدعم ذلك النسق الزخرفي في كل الاجزاء، كما كشفت نتائج الدراسة عن الخصائص والمميزات في زخارف الآثار المعْمَارِيَّة في منطقة جازان كالوَحْدَة، والتنوع في الزخرفة كما هو واضح في منبر المسجد النَّجْدِيّ، ومن الخصائص أيضًا التجريد، والاستمرارية، والحرية، والاعتماد على قواعد التكوين، كما هو مشاهد في بيوت الأدارسة وبيت الرفاعي، كما كشفت الدراسة أيضًا عن وجود علاقة ارتباط، وتأثر بين الفُنُون الزخرفيَّة في الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقة جازان والفُنُون الزخرفيَّة في الطرز المعْمَارِيَّة في الفَنّ الإسلاميّ، كالطراز الإسلاميّ البيزنطيّ -الذي ظهر في بلاد الشام- كما هو ظاهر في واجهة بيت أحمد منور الرفاعيّ من الداخل، والطراز السلجوقيّ، كما هو في خزانة بيت أحمد منور الرفاعيّ، والطراز العثمانيّ المشاهد في واجهة بيوت الأدارسة، والطراز الهندي الظاهر في محراب المسجد النَّجْدِيّ. وخلصـت الدراسة إلى وضـع توصـيات منهـا: تكثيـف الدراسـات حـول مـجـال زخـارف الآثار المعْمَارِيَّة في المملكـة العربيـة السُّعُودِيَّة وخاصـة منطقـة جـازان، حيـث لا تـزال الزخرفـة الإسلاميَّة مصـدرًا مهمـًّا وثريًّا للفُنُون الإسلاميَّة، والفُنُون الأخرى، كـذلك إعـداد المزيـد مـن الدراسـات حـول القيم الجَمَالِيَّة للزخـارف الآثار المعْمَارِيَّة وكيفيـة الاسـتفادة منـها في جميع المجـالات المتعـددة كالعمـارة، والهندسـة، والتصـميم الـداخلي، وكذلك التأكيـد علـى أهـميـة الفُنُون الزخرفيَّة الإسلاميَّة الـتي وجـدت في الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقـة جـازان وتوثيقهـا في كـتـب ومجلـدات، كمـا خلصـت الدراسة إلى توصـيـة بإعـادة تـرميم وصيانة الآثار المعْمَارِيَّة بمنطقـة جـازان للحفـاظ علـى الآثار المعْمَارِيَّة للمبـاني، كـذلك فـتـح المجـال أمام الدارسين للبحـث في الزخارف المعْمَارِيَّة الأثرية والإفادة مـنها في العمارة المحلية الحديثة بمنطقة جازان . وتقـتـرح الدراسة إجـراء المزيـد مـن الدراسـات المتعلقـة بالزخـارف الآثار المعْمَارِيَّة بمنـاطق المملكـة العربيـة السُّعُودِيَّة، كمـا تقـترح الباحثـة أيضًا تضـمين منـاهج التربيـة الفَنّيَّة في التعليم العـام لدراسـة الزخـارف في الآثار المعْمَارِيَّة بالمملكـة العربيـة السُّعُودِيَّة، وأيضًا الاهتمـام بدراسـة الآثار المعْمَارِيَّة وزخارفـها وقيمها الجَمَالِيَّة ضمن أقسام الفُنُون والتصميم في الجامعات السُّعُودِيَّة.