الرواة الذين وصفهم الذهبي بقوله: ((وُثِّق)) في كتابه الكاشف ومروياتهم في الكتب الستة من ترجمة كليب بن ذهل إلى نهاية ترجمة معاذ بن محمد بن معاذ : جمعا ودراسة

Abstract

كان علم الحديث الشريف روايةً ودرايةً مما اعتنى به العلماء قديماً وحديثاً، ومن ذلك اختصاصُ بعضهم بألفاظٍ لبيان مراتب الرواة جرحاً وتعديلاً، وكان من هؤلاء النقاد المعروفين بالدّقة والانتقاء في كلامهم عن الرواة الحافظ الذهبي ، حيث أطلق لفظ (وُثِّق) لوصف جَمْعٍ من الرواة في كتابه الكاشف، فوقع اختياري لموضوع: (الرواة الذين وصفهم الذهبي بقوله: "وثق" في كتابه الكاشف ومروياتهم في الكتب الستة من ترجمة كليب بن ذهل إلى ترجمة معاذ بن محمد بن معاذ)؛ لمعرفة مراده من اللفظ ومراتب الرواة الذين أطلق عليهم، وخاصةً عند تعدّد ألفاظه وتعارضها في راوٍ واحدٍ. وتمّ إعداد هذه الرسالة في بابين، عرّفتُ في الأول بالإمام الذهبي ومكانة كتابه "الكاشف" بين كتب الرجال، والفرق يبن مصطلح (وثق) وبين مصطلح (ثقة)، والعلاقة بين من وصفهم الذهبي بقوله (وثق) وبين من ذكرهم الحافظ ابن حبان في كتابه (الثقات)، وختمتُ بمنهج الذهبي فيمن قال فيهم اللفظ، وطريقة التعامل معهم بعد دراسة أحوالهم، ثم قمتُ في الباب الآخر بدراسة تطبيقية موسّعة بنقل أقوال الذهبي وغيره في الرواة ودراسة مروياتهم في الكتب الستة، فنتج من البحث عدّة النتائج، أهمها: أن الذهبي لم يرد باللفظ التوثيق ولا التضعيف، وإنما له منهج معيّن فيمن وصف به، وأن الغالب عليهم قلّة الروايات وثبوت توثيق أحد السابقين لهم، معتبراً أو غير معتبرٍ، وأن مراد الذهبي-والله أعلم- الإشارة إلى وجود توثيقٍ للراوي ممن سبقه من النّقاد، كابن حبان وغيره، وأن هؤلاء الرواة ليسوا في درجات واحدة، وإنما بعضهم في مراتب التعديل عموماً، وعدد كبير منهم ضعفاء ومجهولون، ومن ثمّ فعلى طلبة العلم والمتخصّصين الاهتمام بعبارات وألفاظ النقاد وتحرير معناها والمقارنة بينها قبل الحكم على أيّ راوٍ، وعدم التسرّع بالحكم إلاّ بعد الدراسة الواسعة والاستعانة بكلّ قرائن ممكنة، ثم يُحكم بما يلائم ويناسب، وخاصةً عند عدم وجود حكم صريح من النقاد الأفذاذ.