التراجعات الأصولية دراسة تأصيلية تطبيقية الإمام القرافي أنموذجًا

Abstract

هذا البحث يتعلَّق بمسألة كثر تردادها عند العلماء، وهي مسألة الرجوع عن الأقوال العلمية، وقصرتُ بحثي على التراجع في المسائل الأصولية، والعلم بها من الأمور المهمة لتحصيل آخر الرأيين، وأصح الاجتهادين. وقد اشتمل هذا البحث على فصلين: الأول: في التأصيل للتراجعات الأصولية. والثاني: في التطبيق على تراجعات الإمام القرافي ¬. وذكرت في الفصل الأول: وهو القسم النظري: تعريف التراجع الأصولي، وهو: عدول المجتهد عن رأيه في مسألة أصولية لمقتضٍ، وأتبعتُه بمصطلحات اشتبهت به وبيَّنتُ الفروق بينها وبين التراجع. وذكرت أركان التراجع الأصولي، وكذلك شروطه، وبيَّنتُ أسباب التراجع، وأنَّ أصلها ازديادُ العلم، وأمَّا مظانُّ التراجع فهي: شرحُ العالم كتابه، وكتبُه الأخرى، وكتبُ تلاميذه ومن اعتنى بقوله. وفي أنواع التراجع باعتبار المحل، ذكرتُ عشر محالٍّ يكون فيها التراجع، وختمت كلامي بذكر أنواع التراجع باعتبار الأثر. وقد حشدت الأمثلة التطبيقية في هذا الفصل، فبلغت أكثر من تسعين مثالًا، لثلاثة وثلاثين عالمًا. وأمَّا الفصل الثاني، وهو: القسم التطبيقي على أقوال القرافي فمهَّدت له بذكر ترجمة الإمام القرافي، وأتبعتها بذكر التسلسل الزمني لمؤلفات القرافي لتكون خارطة سير فيما يذكر في الأمثلة التطبيقية. ثم أوردت تراجعات القرافي، وهي أربعون مثالًا، وبيَّنت فيها رجوع القرافي ووجهَه، باستقراء كلامه في كتبه، وإن اختل شرطٌ من شروط التراجع ذكرته وربطته بالقسم النظري. وأوشِّح رجوع القرافي بإيراد نقل العلماء لرأيه في عين المسألة المرجوع عنها، ودبَّـجْتُ ذلك بما في شروح التنقيح المطبوعة والمخطوطة، وأختم ذلك بالحكم على التراجع. وختمت البحث بالنتائج والتوصيات التي توصلتُ إليها.