الخدمات الخيرية المقدمة لضيوف بيت الله الحرام: ملامح تاريخية من العصر المملوكي (648 - 923هـ / 1250 - 1517م)

Abstract

تنوعت الخدمات الخيرية المقدمة لضيوف بيت الله الحرام في العصر المملوكي، وشمل ذلك تقديم المعونات اللازمة من: التبرعات النقدية، وتوزيع الملابس، وتوفير الأطعمة والمياه الصالحة للشرب، وإيجاد السكن الملائم، وتجهيز الحمامات للعناية بصحتهم، والعناية بإصلاح الطرقات التي يرتادها ضيوف الرحمن، وتأمينها من اللصوص وقطاع الطرق، وتيسير التنقلات فيما بينها. وعملوا على إيقاف الأوقاف لاستمرار نفعها على جميع الأحوال، من ذلك تخصيص وقف على سحّابة تسير مع ركب الحجيج سنويًا، والتكفل بنفقات الركب والإبل، وتوفير السقيا والأطعمة، طول مدة الذهاب من مصر إلى مكة والإقامة بها ثم العودة. ووقف مساعدة العاجزين عن الحج، والتكفل بنفقات غير القادرين، ممن يصعب عليهم أداء هذه الفريضة، إما للعجز أو الضعف أو الفقر أو غير ذلك، وتكفل بتلك الأوقاف عدد من سلاطين المماليك وغيرهم من الأعيان. فضلًا عن تقديم الرعاية الصحية لمن يحتاج منهم إلى ذلك، مع تقديم العلاج مجانًا، وتوفير الأدوية التي تساعد على شفائهم، ورعاية الدواب التي تعمل على تنقلات ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة، وبين مكة وبلدانهم في حال الذهاب والعودة. وقد تفاوت مقدمو تلك الخدمات، حيث تنافس في تقديمها أبرز فئات الدولة والمجتمع، من سلاطين المماليك وسلاطين الدول الإسلامية الأخرى، ومن الأمراء والوزراء والأعيان، ومن أطياف المجتمع وشرائحه المختلفة كافة. من هذا المنطلق رأى الباحث الكتابة عن الخدمات الخيرية المقدمة لضيوف بيت الله الحرام: ملامح تاريخية من العصر المملوكي ( 648 - 923 هـ/ 1250 - 1517 م)، وسوف يستعرض تحت هذا العنوان مختلف الخدمات الخيرية – الموسمية والدائمة - المقدمة لضيوف بيت الله الحرام كلمحات تاريخية موجزة، منها الرسمية والتطوعية، وعلى الصعيدين المادي والمعنوي، التي أسهمت إلى حدٍ ما في التخفيف من متاعب الحج المختلفة.