واقع اقتصاديات الحج والعمرة، ومقترحات تنميتها

Abstract

الحج الركن الخامس من الاسلام هو مناسبة دينية اجتماعية تحقق الكثير من المنافع الدينية والدنيوية معًا، يفد في موسم الحج المسلمون من جميع أطراف الدنيا وأصقاعها ليشهدوا منافع لهم ويطوفوا بالبيت العتيق. يقول سبحانه وتعالى :(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) آية 28 سورة الحج. وتحاول هذه الورقة التعرف بصورة عامة على اقتصاديات الحج وسبل تنميتها، وذلك من خلال البحث العام عن الآثار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي يحدثها الحج بالمملكة من خلال استعراض الواقع الراهن والمستقبلي للخدمات المقدمة للحجاج ومشاريع تطور الأماكن المقدسة من مرافق وبنية تحتية ومشاريع ذات صلة في منافذ قدوم الحجاج وأثرها على زيادة استيعاب الحجاج وتحليل حجم انفاق المملكة العربية السعودية على تلك المشاريع في ظل إستراتيجية التحول الوطني 2020م، وتحليل تطور أعداد الحجاج وتوزيعاتهم المختلفة خلال السنوات السابقة والأعداد المتوقعة من حجاج الداخل والخارج بعد انتهاء مشاريع التطوير ، وتحليل عوائد الحج من خلال التعرف على معدلات انفاق الحجاج وأنماطها المختلفة، وتوزيع إنفاق الحجاج على أهم القطاعات الاقتصادية من نقل وإسكان وتغذية وهدايا وغيرها، وأثر ذلك على زيادة الطلب على مختلف السلع والخدمات المقدمة للحجاج، وانعكاساته على الاقتصاد الكلي للمملكة العربية السعودية. وتتناول الورقة أيضًا مستوى العمالة والتشغيل ومساهمة الحج في إتاحة فرص العمل وتشغيل وتوظيف العمالة المواطنة، وزيادة مستوى الدخل، واستغلال الموارد المتاحة والمزايا النسبية والخبرات المتراكمة التي تتمتع بها المملكة في هذا الجانب ، ومن ثم تستعرض الورقة بإيجاز أهم المعوقات والمشاكل التي تواجه القطاعات الاقتصادية المختلفة المشاركة في شعيرة الحج، وتقديم بعض التوصيات والمقترحات التطويرية للمساهمة في التغلب على تلك المعوقات والمشاكل بما يمكن من تسهيل شعيرة الحج للمسلمين قاطبة وبنا يؤدي إلى دعم الخدمات التي تقدمها المملكة إلى ضيوف الرحمن وتحسين مستوى جودتها ورفع مؤشرات أدائها، وفي نفس الوقت تحقق عوائد مجزية لجميع القطاعات التي تقدم تلك الخدمات لضيوف الرحمن، والمساهمة في تنويع مصادر الدخل حسب الاستراتيجية المستقبلية للمملكة.