دراسة تحسين قدرة منظمات إدارة الحج في إدارة الكوارث

Abstract

يتناول هذا البحث أهمية العمل الإداري الفعال – خاصة وقت الأزمات والكوارث - في استغلال الموارد وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف المنشودة، وعليه برزت أهمية اختيار القيادات الإدارية والأمنية وتنمية قدراتها للقيام بأدوارها بكفاءة وفاعلية. وتعتمد كفاءة وفعالية إدارة الكارثة على عدد من المقومات والمبادئ الأساسية من أهمها : تنسيق الجهود بين كافة الأجهزة الأمنية والوحدات داخل المنظمة، فضلًا عن تنسيق الجهود مع الأجهزة والمنظمات الأخرى ذات العلاقة، والتحديد الواضح للأهداف وترتيب أولويتها، ووضع السياسات والخطط وتصميم النظم التي تؤمن توجهًا استراتيجيًا لدرء أخطار الكوارث، وتوفير أنظمة للإنذار المبكر وتنمية أدوات التحليل والتنبؤ بالكوارث، وإعداد السيناريوهات البديلة لمواجهة الكوارث، وتكوين فريق عمل للكوارث من أفراد ذوي خبرة، مؤهلين ومدربين في مجال الكوارث، وتنظيم القوى وتحقيق التكامل بين الأنشطة المتعددة، وتوفير نظام للاتصالات الداخلية والخارجية، وتنمية العلاقات التبادلية مع البيئة والمجتمع، وتوفير نظم المعلومات للعمل على تدعيم كفاءة وفاعلية اتخاذ القرارات، وتوفير الموارد التي تحتاج إليها عملية المواجهة، وتبسيط الإجراءات خلال فترة الكارثة. إن إدارة الكارثة تستوجب أن يكون هناك تنسيق وتعاون مشترك بين المنظمات المعنية بإدارة الكارثة؛ الأمر الذي يجعل المسئولية جماعية، تتمازج فيه الأدوار والخبرات والجهود والقيادات المختلفة المعنية بإدارة الكارثة. وبما أن للمملكة العربية السعودية دورًا مؤثرًا في المجتمع الإسلامي كونها مرجعًا للمسلمين لوجود المشاعر المقدسة على أراضيها وتعاملها مع الحجاج والمعتمرين والزوار في ظل زيادة أعداد الحجاج وفق برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، مما يجعل نسك الحج مهمة طارئة تستعد لها المملكة العربية السعودية على مدار العام هذا من جانب، ومن جانب آخر التأثير الكبير الذي تلعبه الأحداث العالمية في محاولة استغلال شعيرة الحج في الوصول إلى أهداف ومقاصد لا تتفق وهذه الشعيرة العظيمة . ويكتسب البحث الأهمية في تناوله موضوع إدارة الكوارث الذي أصبح يمس جوهر المنظمات بشكل وثيق، فهذه المنظمات تعمل في بيئة أصبح التطوير والتغيير والتجديد سمتها الأساسية، والاستجابة لهذا التطوير والتغيير ضرورة ملحة؛ فالمتغيرات المصاحبة لشعيرة الحج والمتمثلة في زيادة أعداد الحجاج بشكل كبير مع اختلاف أعمارهم، ومقاصدهم، وثقافاتهم، وعاداتهم، والبيئة القادمين منها وتأثير ذلك على وقوع كوارث تكون سبباً في زيادة الخطورة على الحجاج .