D-Library Repositry

//uquui/

Reports Community

Annual Report Collection

 2015-05-27

 تقييم خدمات النقل لزوار المدينة المنورة دراسة ميدانية

 عبد الرحمن, عبد الله محمد


//uquui/handle/20.500.12248/131601
0 Downloads
575 Visits

تقييم خدمات النقل لزوار المدينة المنورة دراسة ميدانية

Publisher :معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة - جامعة أم القرى
Issue Date : 2015-05-27
Description : توصيات البحث: أهمية إجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تتعلق بخدمات النقل البري بالمدينة المنورة سواء عن طبيعة شبكة الطرق والمواصلات أو الخدمات المساندة لها، بالإضافة إلى وسائل النقل المختلفة. ضرورة إنشاء بنك للمعلومات والبيانات الإحصائية يرتبط أساساً بتوفر البيانات حول أعداد المعتمرين والزائرين للمدينة المنورة. العمل على تبنى مقاييس تقييميه لجودة خدمات النقل في ضوء المفاهيم والمبادئ الحديثة لإدارة الجودة الشاملة. أهمية تنوع وسائل النقل البري الخارجي للمدينة وزيادتها وتحديث خدماتها مع التفكير في أساليب نقل جديدة ومتطورة وسريعة. ضرورة تحديث وسائل النقل البري داخل المدينة المنورة وزيادة نوعية وسائل النقل وتطويرها من حيث مستوى جودة الخدمات، وتنوع خطوطها. العمل على زيادة المجالات التنسيقية للمؤسسات والهيئات التنظيمية والإدارية الرسمية مع المؤسسات المهنية المرتبطة بتقديم خدمات النقل مثل النقابة العامة للسيارات وشركات النقل. أهمية تحفيز القطاع الخاص غير النظامى (الأهالى) للمشاركة بصورة أكثر نظامية من أجل زيادة كفاءة سوق خدمات النقل البرى. ضرورة وضع آليات تنسيقية وتنظيمية وإدارية لوضع معايير لمستوى الأسعار تتناسب مع مستويات خدمة النقل البري ووسائله المختلفة. العمل على وضع خطط جديدة لاستحداث مواقف للنقل البري ووسائله المختلفة سواء للنقل الخارجي، والنقل داخل المدينة المنورة في مناطق جغرافية ومكانية متقاربة. إمكانية تطوير الخدمات الخاصة لنقل ذوى الاحتياجات وكبار السن، ولاسيما بعد تزايد أعداد الزائرين. أهمية وضع خطط وبرامج لزيادة الوعى والثقافة المرورية بالمدينة المنورة سواء للزائرين أو المقيمين.
Language : other
is part of series أبحاث الملتقى العلمي 15;8

ترتبط المدينة المنورة منذ القدم بخطوط النقل وحركة القوافل التجارية على أحد الطرق الرئيسية والتي تسمى بطريق وادي القرى الذى يربط بين بلاد الشام واليمن، وتزدهر كل من المدينة والطرق والحركة التجارية بعد الهجرة النبوية ولتصبح مكاناً لجذب المسلمين ولمن يطيب له حب الإقامة أو العمل، أو طلب العلم أو زيارة مسجد رسولنا الكريم () ثم السلام عليه، الذى أوصانا بأهمية شد الرحال إليه. ومنذ ذلك، الوقت تفاقمت الحركة التجارية وتعددت الوظائف المتعددة للمدينة المنورة: السياسية، والاقتصادية، والدينية، وإن كانت قد تغيرت نسبياً العديد من هذه الوظائف، ولكن ظلت الوظيفة الدينية أهمها جميعاً وليصل إليها الحجاج والمعتمرون أو الزائرون على مر العصور التاريخية، وهذا ما أدى إلى الاهتمام بحركة النقل والطرق والمواصلات في العصر الحديث، ولتشهد المدينة المنورة أعداد من الزائرين إليها حيث بلغ إجمالى العدد (5) ملايين زائر، وحسب التوقعات المستقبلية، أن يرتفع هذا العدد ليزورها (12.50) مليون زائر عام 1460هـ/2040م. وانطلاقاً من أهداف الدراسة الحالية – كدراسة استطلاعية تقييميه لخدمات النقل البري لزوار المدينة المنورة، ولاسيما بعد أن شهدت هذه الخدمات تطورات حديثة وعصرية لم تشهدها من قبل على مر العصور والأزمان التاريخية، وتتعدد شبكات الطرق الإقليمية والمحلية والداخلية، وتتنوع أيضاً وسائل النقل البري المختلفة. وعلى أية حال، تهدف الدراسة الحالية لاستطلاع آراء الزوار حول منظومة خدمات النقل البري بالمدينة المنورة، وذلك باعتبارهم المستفيدين من هذه الخدمات، والتعرف بوضوح على مستوى رضاهم وانطباعاتهم من أجل تقييم الوضع الراهن والعمل على تطوير مستويات الجودة وخدمات النقل ووسائله المختلفة، ولاسيما خلال المراحل القادمة، بعد تزايد الطلب المتنامى لزيارة المدينة المنورة كما هو ملاحظ خلال السنوات الأخيرة، والتطلع الشديد لملايين المسلمين الذين يرغبون لزيارة مدينة المصطفي ورسولنا الكريم(). أهمية الدراسة وطبيعتها. وخلال عام 1434هـ، يتفق المسلمون في جميع أنحاء المعمورة على اختيار المدينة المنورة العاصمة الثقافية الإسلامية لهذا العام، نظراً للدور والمكانة العالية في نفوس المسلمين، وما تقوم به المدينة المنورة كمدينة مقدسة بوظيفتها الروحانية، وما يحمله مفهوم الثقافة Culture بكل معانيه ومدلولاته الشاملة كما يحلل ذلك علماء الاجتماع عامة وعلماء الاجتماع الثقافي Cultural sociology بصورة خاصة. ومن هذا المنطلق، فإن دراسة عملية النقل ووسائل المواصلات البرية بالمدينة المنورة، يعد أمراً ضرورياً وحيوياً في الوقت الراهن، ولاسيما، أن المدينة لا تزال من أهم مناطق الجذب السكاني للإقامة فيها وتوافد الهجرات الريفية عليها أو من جانب الوافدين الذين ينعمون بطيب الإقامة والسكنى بجوار مسجد رسولنا الكريم ()، كما تتوافد عليها ملايين الزائرين سواء خلال مواسم الحج أو خلال شهر رمضان أو ما يسمى عموماً بمواسم الذروة، أو طول العام. ومن هذا المنطلق، تجيئ أهمية هذه الدراسة وطبيعتها كما يلي: أولاً: التعرف على مدى رضا الزائرين للمدينة المنورة عن طبيعة خدمات النقل بها، ولاسيما أن الزائرين المعتمرين المستفيد الأول من خدمات النقل. ثانياً: دراسة طبيعة آراء المقيمين أيضاً بالمدينة المنورة والذين ينعمون بطيب الإقامة في مدينة الرسول (). ثالثاً: التعرف بصورة واضحة على أهم مقومات البنية الأساسية التي تخدم النقل سواء أكانت هذه البنية متمثلة في شبكة الطرق والأنفاق والجسور. رابعاً: تحليل أهم وسائل النقل الخارجي والداخلي للمدينة المنورة والذي يتمثل فيما يعرف بالنقل العام أو الجماعي أو النقل الخاص. خامساً: دراسة المشكلات والصعوبات التي تواجه كل من القائمين على خدمات النقل بالمدينة المنورة، وأيضاً المستفيدين منها سواء من الزائرين أو المقيمين. سادساً: دراسة العلاقة بين خدمات النقل والتطور الحضاري والعمراني والاجتماعي بالمدينة المنورة، باعتبارها مدينة ميتربولوتينية Metropolitan. أهداف الدراسة وتساؤلاتها: الأهداف العامة للدراسة: وفي ضوء الأفكار والتصورات السابقة حول طبيعة الدراسة ونوعيتها، تتبلور مجموعة من الأهداف التي تعكس نوعية القضايا والموضوعات النظرية والميدانية التي تقوم عليها الدراسة الحالية ويمكن طرح مجموعة من الأهداف العامة، وهي كما يلي: - تحليل الشواهد الواقعية لخدمات النقل البري التي تقدم للزائرين للمدينة المنورة. - دراسة أهم مكونات البنية الأساسية التي تخدم وسائل النقل البري والتي تتمثل في شبكة الطرق الداخلية والخارجية، ما يرتبط بها من مجموعة الخدمات المساندة (اللوجستية). - التعرف على طبيعة المشكلات التي تواجه القائمين على خدمات النقل البري وعرض وجهات نظرهم في أداء مهامهم الوظيفية والمهنية لنقل الزائرين. - تحليل أهم الصعوبات التي تواجه الزائرين للمدينة المنورة من خلال دراسة وتحليل مستوى رضاهم حول طبيعة الخدمات العامة للنقل البري. - طرح مجموعة من النتائج والتوصيات العامة التي تقدم سواء لصناع القرار وواضعي السياسات والاستراتيجيات العامة في مجال النقل البري بالمملكة. تساؤلات الدراسة: 1- ما هو واقع النقل والطرق القديمة التي كانت موجودة بالمدينة المنورة وكيفية تطورها عبر العصور التاريخية؟ . 2- ما طبيعة التراث التاريخي لخدمات النقل وتأمين الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة عبر العصور بدءً من العصور؟. 3- ما أهم ملامح السياسات والاستراتيجيات العامة التي تتبناها المملكة العربية السعودية لتأمين خدمات النقل البري بصورة عامة؟. 4- ما هو واقع خدمات شبكات الطرق الداخلية والخارجية التي توجد بالمدينة المنورة، وتربطها بغيرها من المدن السعودية ولاسيما طريق المدينة المنورة – مكة المكرمة – جدة أو ما يعرف بطريق الهجرة الذي يخدم الزائرين والمقيمين بصورة عامة؟. 5- إلى أي حد تتوافر خدمات النقل الجماعي (العام) أو خدمات النقل من جانب القطاع (الأهلي)؟. 6- ما هي أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه الزائرين باعتبارهم المستفيدين من خدمات النقل؟. 7- ما هو واقع المشكلات والتحديات التي تواجه مؤسسات النقل البري التي تقوم بأداء خدماتها؟. 8- إلى أي حد يمكن الاستفادة بالبحوث والدراسات العلمية في مجال تطوير خدمات النقل؟. 9- كيف يمكن التنسيق بين جهود وخبرات مؤسسات النقل وخدماته سواء أكانت رسمية حكومية أو مؤسسات القطاع الخاص؟. الموجهات النظرية للدراسة: انطلاقاً من أهداف الدراسة الحالية حول طبيعة خدمات النقل للزائرين للمدينة المنورة، واعتبارها من الدراسات (الاستطلاعية التقويمية) في نفس الوقت، حرصت الدراسة على تبني مجموعة من التصورات الفكرية حول ظاهرة النقل بصورة عامة والتي تعتبر من الظواهر التي يهتم بها علماء العلوم الطبيعية والاجتماعية مثل الهندسة، والاقتصاد، والإدارة، والجغرافيا، وعلم الاجتماع وغيرهم. ومن ثم، نجد أن ظاهرة النقل تعد من الظواهر أو المشكلات التي يتم معالجتها مما يعرف بالمدخل البيني بين العلوم Inter disciplinary Approach( ). وربما تعتبر تحليلات علماء الهندسة من أهم العلوم الطبيعية التي تقوم بدراسة عمليات النقل وحركة المرور، كما يهتم بها أيضاً علماء تخطيط المدن والعمارة، وغيرها من التخصصات الهندسية الأخرى مثل الهندسة المدنية Civic Engineering التي تعطي اهتماماً ملحوظاً لدراسة ميكانزمات وسائل النقل والاتصالات كما هو ملاحظ خلال السنوات الأخيرة. كما تجئ تحليلات علماء الاقتصاد، لتشارك التخصصات والعلوم الأخرى التي تهتم بدراسة النقل البري وتحليل العلاقة بين اقتصاديات النقل، وما يعرف بالجدوى الاستثمارية الاقتصادية، وأيضاً الجدوى والأبعاد الاجتماعية للمشروعات النقل أي كان نوعها (النقل البري، والجوي، والبحري) كما يدخل حديثاً ما يعرف باقتصاديات نقل المعلومات أو التكنولوجيا المعرفية والاتصالية المختلفة. علاوة على ذلك، يهتم علماء الاقتصاد بدراسة ميكانزمات النقل وتشتمل الأسعار، والتشغيل، والصيانة، والتسويق، والتأجير، وعلاقاته عموماً بالعائد الاقتصادي أو الجدوى الاقتصادية عامة. كما يهتم علماء الاقتصاد بدراسة النقل في ضوء اعتباره من أهم مقومات البنية الأساسية والتحتية أو ما يعرف عموماً بمقومات الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، يهتم علماء الإدارة بدراسة ظاهرة النقل، باعتبارها من القضايا الهامة التي يهتم بها المتخصصون في علم إدارة النقل Transport Management، كما ارتبط بتفسيرها كل من التحليلات التقليدية الإدارية والحديثة أو المعاصرة ولتطرح قضايا هامة في مجال علم الإدارة الحديث وتهتم بدراسة علاقة النقل بمفاهيم مثل إدارة الجودة الشاملة The Quality Management ومع تحديد مفهومها وميادينها الأساسية وعلاقة تطور الإدارة والأداء والكفاءة، ولمنظومة إدارة جودة النقل وكيفية تنميته وتحديثه بالإضافة إلى ذلك، يهتم علماء الإدارة حديثاً بدراسة خدمات النقل أو ما يعرف بالخدمات اللوجستية Logistic Services والعديد من الخدمات السائدة لوسائل النقل بدء من مرحلة إعداد وسائل النقل حتى عمليات التشغيل والحركة إلى مرحلة الصيانة والفحص، والمتابعة التي تهدف جميعها لزيادة معدلات الإنتاجية عامة. وأخيراً، تعتبر سوسيولوجيا النقل Sociology of Transport من أهم العلوم الاجتماعية التي تتبنى المدخل التعددي مثلها مثل العلوم الأخرى سواء أكانت طبيعية أم اجتماعية لدراسة ظاهرة النقل. وهناك العديد من التخصصات في علم الاجتماع التي تهتم بدراسة ظاهرة النقل مثل علم الاجتماع الاقتصادي، وعلم اجتماع التنمية، والاجتماع الثقافي، والديني، وما يعرف حديثاً بـ" سوسيولوجيا حركة المرور" الذي يدرس على سبيل المثال العلاقة بين المرور والنظام أو الضبط الاجتماعيSocial Control أو كيفية احترام المشاة للتنظيم المرورى كنوع من التنظيمات الاجتماعية المتعارف عليها، كما تفسر أيضاً نوعية السلوك الاجتماعي، والتفاعل والمشكلات الاجتماعية، ونمط الشخصية الفردية والوعى الجمعي والشعور بالولاء والانتماء. علاوة على ذلك تهتم سوسيولوجيا النقل بدراسة جميع عناصر النقل سواء أكانت وسائل تكنولوجية مثل الوسائل العادية، حتى أيضاً دراسة شبكات التواصل والنقل المعرفي والاجتماعي كنوع من التفاعل بين الفرد والجماعة والمجتمع ككل، وهذا ما سنشير إليه لاحقاً بصورة أكثر تحليلاً في الفصل القادم من هذه الدراسة.

Title: تقييم خدمات النقل لزوار المدينة المنورة دراسة ميدانية
Authors: عبد الرحمن, عبد الله محمد
Subjects :: تنقل الحجاج والمعتمرين
المدينة المنورة
جودة خدمة الحجاج والمعتمرين
Issue Date :: 27-May-2015
Publisher :: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة - جامعة أم القرى
Series/Report no.: أبحاث الملتقى العلمي 15;8
Abstract: ترتبط المدينة المنورة منذ القدم بخطوط النقل وحركة القوافل التجارية على أحد الطرق الرئيسية والتي تسمى بطريق وادي القرى الذى يربط بين بلاد الشام واليمن، وتزدهر كل من المدينة والطرق والحركة التجارية بعد الهجرة النبوية ولتصبح مكاناً لجذب المسلمين ولمن يطيب له حب الإقامة أو العمل، أو طلب العلم أو زيارة مسجد رسولنا الكريم () ثم السلام عليه، الذى أوصانا بأهمية شد الرحال إليه. ومنذ ذلك، الوقت تفاقمت الحركة التجارية وتعددت الوظائف المتعددة للمدينة المنورة: السياسية، والاقتصادية، والدينية، وإن كانت قد تغيرت نسبياً العديد من هذه الوظائف، ولكن ظلت الوظيفة الدينية أهمها جميعاً وليصل إليها الحجاج والمعتمرون أو الزائرون على مر العصور التاريخية، وهذا ما أدى إلى الاهتمام بحركة النقل والطرق والمواصلات في العصر الحديث، ولتشهد المدينة المنورة أعداد من الزائرين إليها حيث بلغ إجمالى العدد (5) ملايين زائر، وحسب التوقعات المستقبلية، أن يرتفع هذا العدد ليزورها (12.50) مليون زائر عام 1460هـ/2040م. وانطلاقاً من أهداف الدراسة الحالية – كدراسة استطلاعية تقييميه لخدمات النقل البري لزوار المدينة المنورة، ولاسيما بعد أن شهدت هذه الخدمات تطورات حديثة وعصرية لم تشهدها من قبل على مر العصور والأزمان التاريخية، وتتعدد شبكات الطرق الإقليمية والمحلية والداخلية، وتتنوع أيضاً وسائل النقل البري المختلفة. وعلى أية حال، تهدف الدراسة الحالية لاستطلاع آراء الزوار حول منظومة خدمات النقل البري بالمدينة المنورة، وذلك باعتبارهم المستفيدين من هذه الخدمات، والتعرف بوضوح على مستوى رضاهم وانطباعاتهم من أجل تقييم الوضع الراهن والعمل على تطوير مستويات الجودة وخدمات النقل ووسائله المختلفة، ولاسيما خلال المراحل القادمة، بعد تزايد الطلب المتنامى لزيارة المدينة المنورة كما هو ملاحظ خلال السنوات الأخيرة، والتطلع الشديد لملايين المسلمين الذين يرغبون لزيارة مدينة المصطفي ورسولنا الكريم(). أهمية الدراسة وطبيعتها. وخلال عام 1434هـ، يتفق المسلمون في جميع أنحاء المعمورة على اختيار المدينة المنورة العاصمة الثقافية الإسلامية لهذا العام، نظراً للدور والمكانة العالية في نفوس المسلمين، وما تقوم به المدينة المنورة كمدينة مقدسة بوظيفتها الروحانية، وما يحمله مفهوم الثقافة Culture بكل معانيه ومدلولاته الشاملة كما يحلل ذلك علماء الاجتماع عامة وعلماء الاجتماع الثقافي Cultural sociology بصورة خاصة. ومن هذا المنطلق، فإن دراسة عملية النقل ووسائل المواصلات البرية بالمدينة المنورة، يعد أمراً ضرورياً وحيوياً في الوقت الراهن، ولاسيما، أن المدينة لا تزال من أهم مناطق الجذب السكاني للإقامة فيها وتوافد الهجرات الريفية عليها أو من جانب الوافدين الذين ينعمون بطيب الإقامة والسكنى بجوار مسجد رسولنا الكريم ()، كما تتوافد عليها ملايين الزائرين سواء خلال مواسم الحج أو خلال شهر رمضان أو ما يسمى عموماً بمواسم الذروة، أو طول العام. ومن هذا المنطلق، تجيئ أهمية هذه الدراسة وطبيعتها كما يلي: أولاً: التعرف على مدى رضا الزائرين للمدينة المنورة عن طبيعة خدمات النقل بها، ولاسيما أن الزائرين المعتمرين المستفيد الأول من خدمات النقل. ثانياً: دراسة طبيعة آراء المقيمين أيضاً بالمدينة المنورة والذين ينعمون بطيب الإقامة في مدينة الرسول (). ثالثاً: التعرف بصورة واضحة على أهم مقومات البنية الأساسية التي تخدم النقل سواء أكانت هذه البنية متمثلة في شبكة الطرق والأنفاق والجسور. رابعاً: تحليل أهم وسائل النقل الخارجي والداخلي للمدينة المنورة والذي يتمثل فيما يعرف بالنقل العام أو الجماعي أو النقل الخاص. خامساً: دراسة المشكلات والصعوبات التي تواجه كل من القائمين على خدمات النقل بالمدينة المنورة، وأيضاً المستفيدين منها سواء من الزائرين أو المقيمين. سادساً: دراسة العلاقة بين خدمات النقل والتطور الحضاري والعمراني والاجتماعي بالمدينة المنورة، باعتبارها مدينة ميتربولوتينية Metropolitan. أهداف الدراسة وتساؤلاتها: الأهداف العامة للدراسة: وفي ضوء الأفكار والتصورات السابقة حول طبيعة الدراسة ونوعيتها، تتبلور مجموعة من الأهداف التي تعكس نوعية القضايا والموضوعات النظرية والميدانية التي تقوم عليها الدراسة الحالية ويمكن طرح مجموعة من الأهداف العامة، وهي كما يلي: - تحليل الشواهد الواقعية لخدمات النقل البري التي تقدم للزائرين للمدينة المنورة. - دراسة أهم مكونات البنية الأساسية التي تخدم وسائل النقل البري والتي تتمثل في شبكة الطرق الداخلية والخارجية، ما يرتبط بها من مجموعة الخدمات المساندة (اللوجستية). - التعرف على طبيعة المشكلات التي تواجه القائمين على خدمات النقل البري وعرض وجهات نظرهم في أداء مهامهم الوظيفية والمهنية لنقل الزائرين. - تحليل أهم الصعوبات التي تواجه الزائرين للمدينة المنورة من خلال دراسة وتحليل مستوى رضاهم حول طبيعة الخدمات العامة للنقل البري. - طرح مجموعة من النتائج والتوصيات العامة التي تقدم سواء لصناع القرار وواضعي السياسات والاستراتيجيات العامة في مجال النقل البري بالمملكة. تساؤلات الدراسة: 1- ما هو واقع النقل والطرق القديمة التي كانت موجودة بالمدينة المنورة وكيفية تطورها عبر العصور التاريخية؟ . 2- ما طبيعة التراث التاريخي لخدمات النقل وتأمين الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة عبر العصور بدءً من العصور؟. 3- ما أهم ملامح السياسات والاستراتيجيات العامة التي تتبناها المملكة العربية السعودية لتأمين خدمات النقل البري بصورة عامة؟. 4- ما هو واقع خدمات شبكات الطرق الداخلية والخارجية التي توجد بالمدينة المنورة، وتربطها بغيرها من المدن السعودية ولاسيما طريق المدينة المنورة – مكة المكرمة – جدة أو ما يعرف بطريق الهجرة الذي يخدم الزائرين والمقيمين بصورة عامة؟. 5- إلى أي حد تتوافر خدمات النقل الجماعي (العام) أو خدمات النقل من جانب القطاع (الأهلي)؟. 6- ما هي أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه الزائرين باعتبارهم المستفيدين من خدمات النقل؟. 7- ما هو واقع المشكلات والتحديات التي تواجه مؤسسات النقل البري التي تقوم بأداء خدماتها؟. 8- إلى أي حد يمكن الاستفادة بالبحوث والدراسات العلمية في مجال تطوير خدمات النقل؟. 9- كيف يمكن التنسيق بين جهود وخبرات مؤسسات النقل وخدماته سواء أكانت رسمية حكومية أو مؤسسات القطاع الخاص؟. الموجهات النظرية للدراسة: انطلاقاً من أهداف الدراسة الحالية حول طبيعة خدمات النقل للزائرين للمدينة المنورة، واعتبارها من الدراسات (الاستطلاعية التقويمية) في نفس الوقت، حرصت الدراسة على تبني مجموعة من التصورات الفكرية حول ظاهرة النقل بصورة عامة والتي تعتبر من الظواهر التي يهتم بها علماء العلوم الطبيعية والاجتماعية مثل الهندسة، والاقتصاد، والإدارة، والجغرافيا، وعلم الاجتماع وغيرهم. ومن ثم، نجد أن ظاهرة النقل تعد من الظواهر أو المشكلات التي يتم معالجتها مما يعرف بالمدخل البيني بين العلوم Inter disciplinary Approach( ). وربما تعتبر تحليلات علماء الهندسة من أهم العلوم الطبيعية التي تقوم بدراسة عمليات النقل وحركة المرور، كما يهتم بها أيضاً علماء تخطيط المدن والعمارة، وغيرها من التخصصات الهندسية الأخرى مثل الهندسة المدنية Civic Engineering التي تعطي اهتماماً ملحوظاً لدراسة ميكانزمات وسائل النقل والاتصالات كما هو ملاحظ خلال السنوات الأخيرة. كما تجئ تحليلات علماء الاقتصاد، لتشارك التخصصات والعلوم الأخرى التي تهتم بدراسة النقل البري وتحليل العلاقة بين اقتصاديات النقل، وما يعرف بالجدوى الاستثمارية الاقتصادية، وأيضاً الجدوى والأبعاد الاجتماعية للمشروعات النقل أي كان نوعها (النقل البري، والجوي، والبحري) كما يدخل حديثاً ما يعرف باقتصاديات نقل المعلومات أو التكنولوجيا المعرفية والاتصالية المختلفة. علاوة على ذلك، يهتم علماء الاقتصاد بدراسة ميكانزمات النقل وتشتمل الأسعار، والتشغيل، والصيانة، والتسويق، والتأجير، وعلاقاته عموماً بالعائد الاقتصادي أو الجدوى الاقتصادية عامة. كما يهتم علماء الاقتصاد بدراسة النقل في ضوء اعتباره من أهم مقومات البنية الأساسية والتحتية أو ما يعرف عموماً بمقومات الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، يهتم علماء الإدارة بدراسة ظاهرة النقل، باعتبارها من القضايا الهامة التي يهتم بها المتخصصون في علم إدارة النقل Transport Management، كما ارتبط بتفسيرها كل من التحليلات التقليدية الإدارية والحديثة أو المعاصرة ولتطرح قضايا هامة في مجال علم الإدارة الحديث وتهتم بدراسة علاقة النقل بمفاهيم مثل إدارة الجودة الشاملة The Quality Management ومع تحديد مفهومها وميادينها الأساسية وعلاقة تطور الإدارة والأداء والكفاءة، ولمنظومة إدارة جودة النقل وكيفية تنميته وتحديثه بالإضافة إلى ذلك، يهتم علماء الإدارة حديثاً بدراسة خدمات النقل أو ما يعرف بالخدمات اللوجستية Logistic Services والعديد من الخدمات السائدة لوسائل النقل بدء من مرحلة إعداد وسائل النقل حتى عمليات التشغيل والحركة إلى مرحلة الصيانة والفحص، والمتابعة التي تهدف جميعها لزيادة معدلات الإنتاجية عامة. وأخيراً، تعتبر سوسيولوجيا النقل Sociology of Transport من أهم العلوم الاجتماعية التي تتبنى المدخل التعددي مثلها مثل العلوم الأخرى سواء أكانت طبيعية أم اجتماعية لدراسة ظاهرة النقل. وهناك العديد من التخصصات في علم الاجتماع التي تهتم بدراسة ظاهرة النقل مثل علم الاجتماع الاقتصادي، وعلم اجتماع التنمية، والاجتماع الثقافي، والديني، وما يعرف حديثاً بـ" سوسيولوجيا حركة المرور" الذي يدرس على سبيل المثال العلاقة بين المرور والنظام أو الضبط الاجتماعيSocial Control أو كيفية احترام المشاة للتنظيم المرورى كنوع من التنظيمات الاجتماعية المتعارف عليها، كما تفسر أيضاً نوعية السلوك الاجتماعي، والتفاعل والمشكلات الاجتماعية، ونمط الشخصية الفردية والوعى الجمعي والشعور بالولاء والانتماء. علاوة على ذلك تهتم سوسيولوجيا النقل بدراسة جميع عناصر النقل سواء أكانت وسائل تكنولوجية مثل الوسائل العادية، حتى أيضاً دراسة شبكات التواصل والنقل المعرفي والاجتماعي كنوع من التفاعل بين الفرد والجماعة والمجتمع ككل، وهذا ما سنشير إليه لاحقاً بصورة أكثر تحليلاً في الفصل القادم من هذه الدراسة.
Description :: توصيات البحث: أهمية إجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تتعلق بخدمات النقل البري بالمدينة المنورة سواء عن طبيعة شبكة الطرق والمواصلات أو الخدمات المساندة لها، بالإضافة إلى وسائل النقل المختلفة. ضرورة إنشاء بنك للمعلومات والبيانات الإحصائية يرتبط أساساً بتوفر البيانات حول أعداد المعتمرين والزائرين للمدينة المنورة. العمل على تبنى مقاييس تقييميه لجودة خدمات النقل في ضوء المفاهيم والمبادئ الحديثة لإدارة الجودة الشاملة. أهمية تنوع وسائل النقل البري الخارجي للمدينة وزيادتها وتحديث خدماتها مع التفكير في أساليب نقل جديدة ومتطورة وسريعة. ضرورة تحديث وسائل النقل البري داخل المدينة المنورة وزيادة نوعية وسائل النقل وتطويرها من حيث مستوى جودة الخدمات، وتنوع خطوطها. العمل على زيادة المجالات التنسيقية للمؤسسات والهيئات التنظيمية والإدارية الرسمية مع المؤسسات المهنية المرتبطة بتقديم خدمات النقل مثل النقابة العامة للسيارات وشركات النقل. أهمية تحفيز القطاع الخاص غير النظامى (الأهالى) للمشاركة بصورة أكثر نظامية من أجل زيادة كفاءة سوق خدمات النقل البرى. ضرورة وضع آليات تنسيقية وتنظيمية وإدارية لوضع معايير لمستوى الأسعار تتناسب مع مستويات خدمة النقل البري ووسائله المختلفة. العمل على وضع خطط جديدة لاستحداث مواقف للنقل البري ووسائله المختلفة سواء للنقل الخارجي، والنقل داخل المدينة المنورة في مناطق جغرافية ومكانية متقاربة. إمكانية تطوير الخدمات الخاصة لنقل ذوى الاحتياجات وكبار السن، ولاسيما بعد تزايد أعداد الزائرين. أهمية وضع خطط وبرامج لزيادة الوعى والثقافة المرورية بالمدينة المنورة سواء للزائرين أو المقيمين.
URI: http://dorar.uqu.edu.sa//uquui/handle/20.500.12248/131601
Appears in Collections :1-المحور الأول الدراسات الفقهية والإدارية والاقتصادية

Files in This Item :
File Description SizeFormat 
السجل العلمي لأبحاث الملتقى 15-95-103.pdfبحث - تقييم خدمات النقل لزوار المدينة المنورة340.26 kBAdobe PDFThumbnail
View/Open
تقييم خدمات النقل لزوار المدينة المنورة دراسة ميدانية.docxالبحث بصيغة وورد64.46 kBMicrosoft Word XMLView/Open
Add to Auditors PDF citation Digitization Request

Comments (0)



Items in D-Library are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.