وادي عرنة والحج

Abstract

فحينما يرغب الإنسان في أداء شعيرة الحج عن طريق البر يرتبط نسكه وسفره بالأودية والمسالك وحين يذكر هذا الحاج الشعائر والمشاعر المقدسة يحضر في واقعه مشعر عرفة، ولحظة وقوفه يوم عرفة يجب عليه أن يرتفع عن وادي عرنة اقتداء بسلوك النبي وقوله صلى الله عليه وسلم ((عرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عرنة)) فأين يقع هذا الوادي وما سبب تسميته وما هي علاقته وأهم منافعه ومرافقه في الحج؟ لقد تميز وادي عرنة بموقع جغرافي هام حيث يقع في غرب عرفة بينها وبين مزدلفة على شبكة الطرق الرابطة بين الطائف ومكة واليمن ويحتضن أرض الحرم من جهة الشرق والجنوب وسبب تسميته تعود إلى كثرة الأشجار الطبيعية النامية فيه، وقد لعب هذا الوادي دورًا ضخمًا في خدمة الحاج والمسافر والتاجر كأحد مراكز الإقامة والتموين والنشاط التي ينتجعها هؤلاء ويعود ذلك إلى كثرة مياهه ونباتاته وموقعه الإستراتيجي والواقع فإن وادي عرنة ساهم مساهمة فعالة في خدمة الحج والحجيج كأحد أهم محاور الطرق الرابطة بين المشاعر وطريق الحج اليمني وتتوافر في مختلف الدروب التي تقطعه مجموعة من المرافق كالعيون والآبار التي يتزود منها الحجاج والمسافرين الوافدين على مكة المكرمة بما يحتاجونه من الماء والزاد وكان النبي قد أتاه أيام دعوته وخطب فيه أثناء حجته وسار في مجراه وقت هجرته. وبناء على هذه الأهمية والمكانة والمكان فقد آثرت أن أقدم هذه الدراسة البكر الموسوعة بعنوان ((وادي عرنة والحج)) وفق محورين: أولًا/ المحور الطبيعي، ويتناول جغرافية وادي عرفة ومواصفاته الطبيعية. ثانيًا/ المحور الحضاري ويتناول دراسة طرق الحج الفرعية كطريق الأوارك بوادي عرنة ودرب المعرفات ثم عرض أهم المرافق والخدمات عليها. وقد اعتمد الباحث في دراسته على منهج البحث التاريخي القائم على استقاء المعلومة من مصادرها كالمصادر والمراجع أو عن طريق الرواية الشفهية أو الزيارة الميدانية ثم تحليلها وطرحها.