دور المعلومات والإعلام في الارتقاء بالحج

Abstract

ينطلق البحث من مسلمة فحواها أن الحج من أعظم وأهم الشعائر الإسلامية، بل إنها شعيرة متفردة لا نجد لها مثيلًا في الأديان الأخرى السماوية أو الوضعية، ويتأتى هذا التفرد في هذا المؤتمر الدولي للمسلمين من شتى بقاع العالم وأصقاعه النائية، وهذا التجمع المذهل ولم الشمل لهذه الأمة حيث يشعر كل إنسان بإنسانيته الحقة، وتذوب الفوارق من ألوان وأجناس ولغات وأموال ومناصب، ويعيش الحجيج في مساواة تامة، ويتعرض البحث إلى الدور الرئيسي للإعلام في الحج منذ الجاهلية، ومنذ أن قال الله تعالى: {...} فالآذان إعلان وإعلام، وكل صاحب دعوة إنما يعرضها على الحجيج، فأي مؤتمر أو اجتماع يضاهي الحج في إتاحته المساحة الإعلامية الأمثل، والإعلام تقدم اليوم تقدمًا يجل عن كل وصف ومبالغة، ومادة الإعلام ووسيلته المعلومات والبيانات وما يتصل بها من أطر فنية وبشرية، لذا يتناول البحث العلاقة الوطيدة بين الأعلام والمعلومات في عالم الاتصال والتواصل، وأن الخدمة الممتازة تتوقف على الاتصال والتواصل الوثيق والمحكم، ومن البديهي أن الاتصال المطلوب في هذا العصر يرتكز على المعلومات الدقيقة، ووسائطها الحديثة النافذة لنترجم كل ذلك ونعرضه في مادة إعلامية شافية كافية. ولما كان محور البحث منطلقًا تطويريًا في المقام الأول، بمعنى أنه لم تكن هناك مشكلة حقيقية، بل إنه السعي الدءوب نحو التطوير والارتقاء إذ إن الجمود على مستوى بعينه مهما كان متقدمًا يعد تخلفًا وبداية للانحدار، فإن البحث يتمحور حول الاستثمار الأمثل للمعلوماتية بكل عناصرها في تقديم خدمة إعلامية تترقى بصفة مستمرة في مدارج الكمال الإنساني. ترتيبًا على ما تقدم فإن محاور البحث الرئيسة تدول حول: • أهمية الحج القصوى وتكاثر الحجيج يومًا بعد يوم. • التعريف بالمعلوماتية وتقدمها المذهل في هذا العصر، والدور الفاعل لها في تقديم الخدمات في هذا العصر. • دور الإعلام وضرورته الملحة- لا سيما في مجال الحج- في استيفاء الخدمات المطلوبة، وعلاقته الوطيدة بالمعلومات حيث يشكلان منظمة واحدة تتوحد فيها الكثير من العناصر والمكونات، وتتشابه هذه العلاقة إلى حد كبير بعلاقة الروح بالجسد، ولن تبلغ هذه المنظومة أهدافها وتؤدي دورها على الوجه الأكمل إلا من خلال التكامل والتفاعل الحيوي العميق.