{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]

Abstract

لما كان التيسير من سمات هذا الدين الحنيف، ورفع الحرج من أبرز القواعد الفقهية المعبر عنها بقول الفقهاء: المشقة تجلب التيسير، يقول أبو إسحاق الشاطبي: الشارع لم يقصد إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه، والدليل على ذلك أمور: أحدها: النصوص الدالة على ذلك، كقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [سورة البقرة: 185]، والثاني: ما ثبت أيضًا من مشروعية الرخص وهو أمر مقطوع به ومما علم من دين الأمة ضرورة، ثم قال: ولو كان الشارع قاصدًا للمشقة في التكليف لما كان ثم ترخيص ولا تخفيف (الموافقات 2/ 121-122). ولما تقدم وغيره مفصلًا في غير هذا المقام ارتأيت أن أجلي هذه القاعدة الشرعية السالفة من خلال أحكام فريضة الحج، مستهلًا هذا البحث بمقدمة تشتمل على أهميته وحد التيسير وضوابطه في الشريعة الإسلامية عامة وفي فريضة الحج خاصة، ثم تأتي من بعد المقدمة عدة مباحث تدور مع مناسك الحج مسبوقة في مبحث مستقل عنوانه: الحج الآن مرة واحدة ضرورة. والمبحث الثاني بشأن تطبيقات التيسير في أركان الحج. مشتملًا على عدة مطالب أبرزها مطلب يستقل بالكشف عن رفع الحرج في الوقوف بعرفة، وثانيها مطلب مستقل بشأن طواف الإفاضة، وهلم جرا بقية الأركان. إن ما يشتمل عليه هذا البحث لا يقف عند تفصيل ما تقدم إجماله بل يمتد ليركز في مبحث مستقل عنوانه: آليات التوعية والإرشاد بما تقدم محليًا ودوليًا والخطط اللازم وضعها لتنفيذ ذلك. داعين الله أن يوفق ويعين الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.