المنطقة المركزية بمكة المكرمة: الواقع والمأمول

Abstract

شهدت المنطقة المركزية لمينة مكة المكرمة نهضة عمرانية جبارة خلال العقود الماضية، وذلك بتوسعة المسجد الحرام وإنشاء العديد من المباني والمشاريع الضخمة ذات الارتفاعات العالية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين والزوار، غير أن هذه النهضة العمرانية تركزت في المباني والخدمات ورفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام وأماكن الإيواء ولم تراعي الطرق والممرات التي تخدم المنطقة وتنقل الحركة من المساكن إلى المسجد الحرام، وأغلقت الفراغات العمرانية التي تساعد في تحسين الظروف البيئية في المناطق المزدحمة وامتصاصها للزحام، إضافة إلى ما توفره من مواقع لاستراحة الحجاج الكبار في السن والحجاج القادمين من مساكن بعيدة، كذلك الحال بالنسبة للنقل العام والارتقاء بالبيئة العمرانية. ومن خلال أعمال الرصد والمتابعة اتضح أن المنطقة المركزية في مكة المكرمة تشهد خلال مواسم رمضان والحج زحامًا شديدًا ينتج عنه ارتفاع كثافة المشاة فيها عن المعدلات الطبيعية واختلاط المشاة مع المركبات في معظم الطرق لعدم وجود ممرات خاصة بالمشاة وتعطل النقل العام وحدوث العديد من الحوادث المتفرقة. وتسعى هذه الدراسة التي تتبع المنهج الوصفي التحليلي وتعتمد على الدراسات السابقة والأعمال الميدانية في جمع المعلومات إلى التعرف على الوضع الراهن للمنطقة المركزية ووضع التصورات والمقترحات التي تساعد في الارتقاء بالمنطقة وتوفير احتياجات مستخدميها والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.