تشخيص بعض أزمات الحشود بالجمرات وإدارتها حسب منهجية إيثولوجية لسلوك الحجاج

Abstract

نواصل اعتماد منهجية استراتيجية لضمان حياة آمنة وسلوك متوازن بالأماكن المقدسة، وإن طبقنا هذه المنهجية في دراسة المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف أثناء مشاركتنا في الملتقى العلمي الأول لأبحاث المدينة المنورة، فإننا نقترح تطويرها خلال هذا الملتقى لدراسة سلوك الحجاج أثناء تواجدهم بمكة المكرمة وخاصة الحشود بمشعر منى وفي الجمرات والتي تتسبب في أزمات. وسنعتمد على التحليل الإيثولوجي Ethologic Analysis للسلوك الحركي للمتسببين في إحداث أخطار لأنفسهم ولسلامة المترجلين في الحشود أثناء رمي الجمرات الخاصة في أوقات الذروة والتي عادة ما تحدث فيها حوادث بشرية (بداية اليوم الثاني من أيام التشريق) من خلال بعض أشرطة الفيديو المتوفرة بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج. وتتمثل الاستفادة العلمية من هذه المنهجية ومن المقاربة السيستمية Systemic Approach التي تؤطرها في تشخيص المتغيرات المستقلة المباشرة وغير المباشرة (المرتبطة بالحاج ومرافقيه – بالتنظيم الفضائي للجمرات – بالإعداد التقني والدين والتوعوي ...) التي تنتج عنها متغيرات تباعة (التدافع – السقوط على الأرض – كيفية رمي الجمرات وموقع الحاج – الوقت والمواقع التي تكثر فيها الحشود – تعامل الحاج مع المسئولين على احترام أعراف وقوانين القيام بالمناسك ...). أما الاستفادة التطبيقية فتمثل في صياغة استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والبعيد في إطار التنمية المستدامة، تجمع بين دقة التشخيص السابق ذكره وبين تحديد الأولويات والآفاق لاقتراح مشاريع خاصة بمشعر منى تستجيب للطلبات الدينية والحياتية الحالية والمستقبلية للحجاج، وهي تهم جوانب عدة (حسن تنظيم فضاء المشاة، تطوير تقنية مراقبة تنقل الحشود، توعية الحجاج قبل وعند قدومهم إلى الأماكن المقدسة، والتأكد من أهليتهم للقيام بالمناسك الجماعية ...). حسب نموذج متحرج للتعايش والتعاون بين الحجاج ومختلف الأطراف المسئولة بالأجهزة الحكومية والدينية والأهلية والمدنية تضمن تسييرية تشاركية بالاعتماد على الإمكانيات المادية والذكاء الجمعي لهم في مشعر منى (في هذه الدراسة) وفي بقية المشاعر (دراسات مستقبلية) كي نضمن تجنب أزمات الحشود قبل حدوثها.