قياس رأي جماهير الحجيج في نظرية الاتصال ثنائية التدفق

Abstract

يلتقي المسلمون في مكة المكرمة وفي المشاعر المقدسة في مكان وزمان محدود لا يحتمل الزيادة. وتلتقي هذه الشعوب المتنوعة الثقافات والخلفيات التعليمية المتباينة في شعيرة محددة وظروف صحية خاصة ونظام دولة متميز. كل ذلك يجعل من هذا اللقاء ذو تميز يحتم خلفية معينة من الثقافة. لكل ذلك انطلقت الجهود التوعوية والإعلامية من كافة الجهات، كل في تخصصه، لتوفير الخلفية الثقافية المطلوبة في هذا الملتقى العالمي ولمحاولة علاج وتطوير التصورات والتصرفات السلبية التي تكتنف هذه المنظومة المقدسة عبر وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية. ولكن تضل هذه الجهود لا تحقق هدفها، حيث تستمر السلبيات وتستمر الجهود المبذولة للعلاج. وقد أثبتت الأبحاث الميدانية عدم تعرض جماهير الحجيج لوسائل الإعلام السعودية. ولكن تظل قضية الاحتياج حتمية قائمة للأبد من التفكير في كيفية علاجها، نظراً لاستمرار السلبيات التي تكتنف منظومة الحج. ولكن تذكر إحصائيات معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ارتفاع نسبة مرشدي المجموعات والأئمة في المساجد والأصدقاء كمصدر للمعلومة، ما يعني غلبة الاتصال الشخصي التقليدي على الاتصال الجماهيري التقني الحديث. ومن هنا نبعت فرضية الباحث في إمكانية التنسيق بين الجهات العلاقة ممثلة في وزارة الإعلام وبين قادة الجماهير ومرشديهم، تطبيقاً لنظرية الاتصال ثنائي التدفق. لذلك فإن المشكلة التي تنطلق منها دراسة (قياس نظرية ثنائية التدفق) هي عزوف جماهير المعتمرين والحجيج عن التعرض لوسائل الإعلام. لذلك لا تحقق الحملات والجهود الإعلامية أهدافها في تطوير منظومة الحج وعلاج السلوكيات السلبية التي تكنف هذه الشعيرة الربانية. وذلك ما أثبتته أرقام البحوث العلمية لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج. ولكن ثبت كذلك، في نفس الوقت، تعرض الجماهير لقنوات توعوية أخرى، مثل مرشدي المجموعات والأئمة في المساجد، إضافة إلى الأصدقاء. ومن هنا جاء تصور الباحث من إمكانية تطبيق نظرية (الاتصال ثنائي التدفق) في توصيل المعلومة التي يريدها الإعلام السعودي للجماهير عبر قادتهم والمؤثرين فيهم، وهم القادة غير السعوديين. سوف يتم قياس رأي الجماهير في تطبيق هذه الفرضية على وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية. ولقد اعتمدت خطة البحث على أسلوب الاستفتاء، هذا وقد اقتصر البحث على جنسيات الدول العربية وعددها 21 بواقع 72 مبحوث لكل جنسية، ليكون المجموع 1512 مبحوث.