النقل العام بين منى والحرم وخدمة منطقة الجمرات

Abstract

تعد منطقة الجمرات التي يؤدي فيها الحجاج شعيرة رمي الجمرات في يوم العيد وأيام التشريق من أصعب وأعقد مناطق المشاعر المقدسة؛ حيث تقع الجمرات الثلاث في منطقة عنق الزجاجة بالنسبة لمنى بل بالنسبة للمشاعر المقدسة كلها (عرفات ومزدلفة ومنى)، بالإضافة إلى أن أداء رمي الجمرات يلزم أن يكون ضمن وقت زمني محدد حسب مناسك الحج والذي يحرص كثير من الحجاج على تطبيقه سواء يوم العيد أو أيام التشريق، الأمر الذي يجعل تأدية هذه الشعيرة يكون ضمن حيز مكاني وزمني محدودين، وقد ازداد الأمر تعقيدًا في السنوات الأخيرة بعد تزايد أعداد الحجاج وازدياد أعداد السيارات المشاركة في حركة الحج بالإضافة إلى الانتشار الواسع لظاهرة الافتراش. وتعد مشكلة دخول السيارات منطقة الجمرات من أكبر المشكلات والمعوقات التي تواجه حركة الحجاج في منطقة الجمرات، خاصة وأن معظم الدراسات التي تناولت مشكلة منطقة الجمرات توصي بحظر دخول السيارات تلك المنطقة باستثناء سيارات الطوارئ، وهذا الأمر يتطلب توفير خدمات النقل العام من وإلى المنطقة كبديل مناسب لحظر دخول السيارات والمساهمة في تفريغ المنطقة من الاكتظاظ وتكدس الحجاج فيها، حيث أن الخدمة الموجودة حاليًا لا تلبي الطلب المتزايد؛ إذ لا يعمل بشكل فعلي ومنتظم سوى محطة واحدة ومسار واحد، أما محطة شمال الجمرات فقد واجهت عقبات جعلها تتعثر في أكثر الأوقات عن أداء الخدمة. وتهدف هذه الورقة إلى اقتراح الحلول المناسبة لتحسين خدمة النقل العام بين منطقة الجمرات والحرم، وتخفيف الضغط والازدحام الذي تواجهه محطة صدقي من جراء الطلب المتزايد على الخدمة.