العوامل المؤثرة بيئيًا في التنمية العمرانية المستدامة وسُبل الحدُّ من تأثيراتها

Abstract

تتأثر وتؤثر التنمية العمرانية المستدامة بيئيًا ببعض العوامل التي من شأنها أن تعمل على زيادة احتمال حدوث المشكلات البيئية الخطيرة في المنطقة العمرانية عندما تتحقق لها الظروف المناسبة، فالملوثات الابتدائية التي تنبعث من المصادر النقطية والخطية الموجودة خارج وداخل المدن، ربما تُمثِّل الخطوة الأولى لحدوث المشكلات البيئية التي قد تودي بحياة آلاف من البشر في فترة زمنية قصيرة لا قدر الله في حالة حدوث انقلاب حراري لوقتٍ طويل، تتراكم عنده الملوثات الثانوية بقدر كبير. ويمكن أن تحدث مثل هذه الكارثة عندما لا تُراعى الظروف البيئية عند تخطيط المنطقة العمرانية، وما لم يؤخذ في الاعتبار ارتباط العوامل المختلفة، مثل ارتباط العوامل التالية: • موقع وبُعْد المنطقة الصناعية عن المنطقة العمرانية. • ارتفاع المباني وعرض الشوارع. • الكثافة السكانية وسعة الشوارع. • عرض أرصفة المشاة وكثافة المرور. • موقع أحواض الأشجار والزرع على الأرصفة وكثافة المرور. • الوحدات السكنية والفضاءات المطلوبة حسب الوضع الاجتماعي بالمملكة. وتتلخص سبل وقاية المناطق العمرانية من مصادر التلوث في المناطق الصناعية الموجودة بإقامة المساحات والأحزمة الخضراء حولها، أما في حالة عدم توافق ارتفاع المباني وسِعتها السكانية مع عرض الشوارع فينبغي دراسة استغلال الأراضي البيضاء (يمكن أن يُستغل منها ما تحت الأرض فقط) التي لم يُشرع العمار فيها كمساحات تفك الاختناقات البشرية، وتعمل على زيادة التهوية، كما يلزم تغيير موقع أحواض الزرع المعمول به حاليًا على الأرصفة وجعله على الحواف من أجل إبعاد المشاة عن الملوثات الساقطة بكثافة في المناطق الحافية. وربما تحتاج بعض المدن التي لم تكتمل في شوارعها البنية العمرانية وخاصة تلك المدن المحاطة بالتلال المرتفعة أو الجبال إلى إعادة النظر بصورة فاحصة ومتمعنة في مخططاتها خشية أن يأتي زمان تتغير فيه أحوال المناخ تتكرر فيه بصورة طويلة حدوث الانقلاب الحراري المؤدي إلى حدوث الكوارث البشرية.