مكتبة الحرم النبوي الشريف التاريخ والحاضر

Abstract

هذا ملخص للبحث: أولا : المراحل التاريخية التي مرت بها المكتبة : تمهيد ؛ عن دور المسجد النبوي الشريف في نشر نور الإسلام في أرجاء المعمورة عن طريق الأئمة والخطباء والعلماء والوعاظ والمقرئين على مر العصور . وأنه ملتقى العلماء وناشدي العلم والفتوى من الحجاج والزوار من أصقاع العالم الإسلامي . أما عن مكتبة المسجد النبوي الشريف فقد كانت بداية الحديث عنها ما أشار إليه ابن جبير في رحلته التي بدأها سنة 587هـ ؛ أنه كان بإزاء المقصورة إلى جهة الشرق خزانتان كبيرتان محتويتان على كتب ومصاحف موقوفة على المسجد المبارك . وبعد ذلك بنحو قرن ينقل لنا العالم السمهودي وصفا للحريق الهائل الذي أصاب الحرم النبوي سنة 886هـ وكان سببه صاعقة في ليلة ممطره . وعلى إثر هذه الحادثة الأليمة قام قايتباي ــ وهو أحد سلاطين المماليك الشراكسة الذين حكموا مصر (ت901هـ) وقد كانت له عناية بالمسجد النبوي الشريف ، ببناء مدرسة عظيمة سميت باسمه في الجهة الغربية من الحرم على شمال الداخل من باب السلام وأوقف عليها أوقافاً كثيرة وزودها بالكتب والمصاحف . وقد عرفت فيما بعد بالمكتبة المحمودية نسبة للسلطان محمود العثماني الذي جدّد وقف قايتباي سنة 1237 هــ فسميت المكتبة باسمه . ثم في عهد الملك عبد العزيز وفي عام 1371هـ 1951م عندما بدأ مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف أزيلت المدرسة المحمودية لغرض التوسعة ، فنقلت المكتبة إلى داخل الحرم الشريف في حجرة في علو خوخة الصديق وهو الباب الذي يلي باب السلام بينه وبين باب الرحمة غرب الحرم. ثانيًا: المكتبة في العصر الحالي. فقد حققت المكتبة ضمن توسعة خادم الحرمين الشريفين نقلة نوعية كبيرة تلفت الأنظار من حيث الجزء الكبير الذي خصص لها في غرب المسجد النبوي ، وبقاء المبنى الأول خاصاَ بالمخطوطات والنوادر والمقتنيات الفنية الفريده . ومن حيث الخدمات الكبيرة التي توسعت في تقديمها مكتبة الحرم الشريف لتشمل المكتبة السمعية والصوتية ، وتوثق دروس علماء الحرم كذلك توسعت في خدمات الحاسب الآلي وقدمت خدمات جليلة لطلاب العلم وزوار المسجد النبوي تستحق الإشادة والتوثيق .