الرحلات الترددية: تجربة النقابة العامة للسيارات في الإدارة والتشغيل

Abstract

ارتبط أداء مناسك الحج بالنقل ارتباطًا وثيقًا مما جعل حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز تولي هذا الموضوع اهتمامًا كبيرًا، فكان ثمار ذلك تأسيس النقابة العامة للسيارات بموجب الأمر السامي الكريم رقم (11501) وتاريخ 2/ 7/ 1372هـ وتم تسجيل خمس شركات لنقل الحجاج في ذلك الوقت عدد سياراتها (1015) ألف وخمسة عشر سيارة ومجموع مقاعدها (34.699) مقعد، وقد كان هذا العدد كافيًا لتأمين تنقلات الحجاج على كافة الخطوط بما في ذلك المشاعر المقدسة (بنظام الردين). ونتيجة للتطور الحضاري الذي شهدته المملكة، ونظرًا لتزايد أعداد حجاج بيت الله الحرام عامًا بعد عام، فقد تم انضمام عدد من الشركات الجديدة لعضوية النقابة روعي أن تكون حافلاتها مجهزة بأحدث المواصفات الفنية ووسائل السلامة المرورية حتى بلغت حاليًا إحدى عشرة شكرة عدد حافلاتها (11364) حافلة ومجموع مقاعدها (538013) مقعدًا بنظام الردين. وحيث إنَّ النقل يعتبر أهم الخدمات المطلوبة لأداء فريضة الحج ولتميزه بالديناميكية والحركة المستمرة، فقد اهتم المسئولون عن الحج بتطوير أساليب نقل الحجاج خاصة بين المشاعر المقدسة لما لوحظ على الحركة المرورية من ازدحام مما يؤدي إلى طول أزمنة الانتقال نسبيًا بين المشاعر، كما أنَّ هناك حاجة مستمرة إلى زيادة الحافلات المخصصة لنقل الحجاج نظرًا للأعداد الكبيرة من الحجاج التي يتوجب نقلها في رحلة التصعيد والإفاضة من عرفات. ونتيجة لهذا الوضع فقد تم التوجيه لإيجاد أسلوب آخر لنقل الحجاج في المشاعر المقدسة يهدف لرفع الكفاءة التشغيلية للحافلة، فكانت تجربة نقل حجاج مؤسسة تركيا باستخدام نظام الرحلات الترددية ويعتمد النظام في هذا الأسلوب التشغيلي على تخصيص مسار مستقل للحافلات يسمح لها بالحركة المستمرة بين موقعين دون تعارض مع مشاة أو مركبات ناقلة للحجاج. وقد حققت التجربة نجاحًا كبيرًا أثناء تنفيذها بواسطة الشركة السعودية للنقل الجماعي خلال موسم حج 1416 – 1417 هـ لما تتميز به الشركة من إدارة تشغيلية متكاملة، علمًا بأنَّ أهم المميزات التي تميز بها نظام النقل بالرحلات الترددية يمكن إيجازها فيما يلي: 1- نقل أعداد كبيرة من الحجيج بأدنى متطلبات من حافلات وقوى عاملة. 2- الارتقاء بخدمة نقل الحجاج من خلال سهولة الانتقال دون التعرض لمصاعب الزحام. 3- زيادة المساحات المتاحة لمبيت الحجاج بمزدلفة لعدم الحاجة إلى مواقف للحافلات. 4- توفير وقت حجاج بيت الله الحرام وإعطائهم مزيدًا من الوقت للتعبد والمبيت بمزدلفة. 5- إمكانية تحقيق وفر اقتصادي بتخفيض عدد الحافلات المستخدمة. وسيتم من خلال هذا البحث التطرق إلى تجربة النقابة العامة للسيارات في إدارة وتشغيل الحافلات بالرحلات الترددية.