الأمراض الشائعة بين الحجاج و المعتمرين: أساليب الوقاية و طرق التشخيص المعملية الحديثة

Abstract

الحج مؤتمر إنساني ضخم يضم ملايين البشر وعشرات الأجناس البشرية من القارات الست، التي تتوافد سنويا إلى بيت الله الحرام وتتمركز في بقعة جغرافية محدودة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أو في مكة المكرمة بيت الله الحرام قبلة أحباب الله كرمها الله وأعزها. فمثل هذا التجمع الإنساني الضخم مثل الحج أو العمرة لا بد أن يحمل أفراده بعض الأمراض المعدية التي تنتقل بسرعة كبيرة بين الحجاج و المعتمرين الذين قطعوا آلاف الأميال آملين الرحمة وغسل الذنوب والعودة بإذن الله سالمين إلى أوطانهم أو على الأقل أداء المناسك التي فرضها الله تعالى وأوجبها عليهم وهم لا يعاونون من نزلات معوية أو الكوليرا أو السحايا أو الجدري أو التهاب الكبد الوبائي أو الأنفلونزا أو أنفلونزا الطيور أو مرض سارس أو الأمراض الجلدية أو وغيرها من الأمراض التي في أغلبها قاتلة، وتفعل الدول العربية والإسلاميةأسفل النموذج خيراً عندما تفرض بعض التدابير والإجراءات الصحية لحماية حجاج بيت الله الحرام من السقوط في مستنقع الأمراض والأوبئة الفتاكة القاتلة، وبالتالي تتحقق الفائدة المرجوة من الحج وتحقيق مقاصده التي أرادها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (ليشهدوا منافع). ويخطئ من يظن مهما كان علمه أن الإسلام يعتبر المرض في الحج وعدم التداوي وعدم تشخيص المرض نوعاً من العبادة والفضيلة لأن خير البشر والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قدوتنا في العبادة والاستقامة يقول (تداووا عباد الله) ويقول (فر من المجذوم فرارك من الأسد) فكيف يكون الحال عندما يجتمع أعداد هائلة من الحجاج أو المعتمرين أحيانا في بقعة محدودة من الأرض. في هذا العرض سأتناول بإذن الله تعالى بعض الأمراض الأكثر شيوعاً بين الحجاج والمعتمرين والتطرق إلى أساليب الوقاية منها واكتشافها بالطرق التشخيصية المعملية الحديثة باستخدام التقنيات الحديثة في مجال التقنية الحيوية مثل تقنية التفاعل البلمري التسلسلي Polymerase chain reaction (PCR) وغيرها.