تجربة تطوير وتنمية المنطقة المركزية في المدينة المنورة: إنجازات الحاضر ومشروعات المستقبل

Abstract

شهدت المدينة المنورة منذ أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ أساس مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف في عام 1405هـ نهضة عمرانية غير مسبوقة في تاريخها سطرت بأسطر من نور صفحات خالدة في مسيرة هذا البلد ستبقى عالقة في ذاكرة كل مسلم. وقد واكب مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف مشروعاً عملاقاً ساهم في توفير المشروعات والمرافق الخدمية لزائري المسجد النبوي الشريف من حجاج ومعتمرين وفقاً لأحدث الاشتراطات والأساليب الهندسية وهو مشروع تطوير وتنمية المنطقة المركزية. كما أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذه البقعة الطاهرة تزداد يوماً بعد يوم حيث أمر ـ يحفظه الله ـ باستكمال المشروعات التطويرية المرتبطة بالمنطقة المركزية من أجل تهيئتها للإنطلاقة الحقيقة, وبالتالي الاستغلال الأمثل لما هو متاح من بنية تحتية وفوقية. إن ما تشهده العيون من ملحمة بناء ونهضة تعجز الألسن والكلمات عن وصفها ليثبت للعالم أجمع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير سبل الراحة والأمان للزوار والمعتمرين. إن التطور الذي تحقق في هذه الفترة القصيرة ظاهر لا تخطئه عين وهو حديث للمسلمين في شتى بقاع المعمورة. ولأن البلدان لا تبنيها إلا سواعد المخلصين من أبنائها فقد قام القطاع الأهلي في هذا البلد المعطاء بما يجب عليهم من مشاركة نموذجية في هذه الملحمة الخالدة بضخ استثمارات ضخمة أسهمت في جعل منطقة الحرم النبوي مدينة متكاملة ومكتفية ذاتياً ذات قاعدة اقتصادية تدور حول ما شرفت به المدينة من قدسية المكان بوجود مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف, ومن هنا فهي مقصد جانب لكل مسلم مما يوفر لها الطلب المتجدد والمتنامي بإذن الله. ومن هذا المنطلق تعرض هذه الورقة تجربة التطوير للمنطقة المركزية في المدينة المنورة بما يشمل الإطلاع على آليات التطبيق واللوائح المنظمة لهذه التجربة وبعض الحقائق والأرقام لما تم إنجازه وما هو مخطط لتنفيذه من مشروعات مستقبلية بغرض إلقاء الضوء على آخر مستجدات هذه المنجزات الحضارية العملاقة, وبالتالي توثيق هذه التجربة الرائدة والاستفادة المثلى من نقلها على المستوى المحلي والإقليمي.