توعية الحجيج: أهميتها وأبرز وسائلها

Abstract

لا يشك عاقل في أهمية التوعية والإرشاد لصياغة أفكار الناس ومن ثم حياتهم العملية, ذلك أن أفعال البشر ـ في الغالب ـ ليست عشوائية بل هي نتاج طبيعي لأفكارهم ورؤاهم وما لديهم من خلفيات فكرية, وإذا كان الأمر في الحياة اليومية الدنيوية كذلك فإنه في أمور التدين أعمق وأقوى, لأن الإنسان إذا كانت لديه قناعة بأمر ما فإنه ينطلق إليه من تلك القناعة وتختلف قناعات البشر بعضها عن بعض فبعض القناعات ليس لدى المرء ما يمنعه أن يتخلى عن تطبيقها لعارض ما,حيث يملك هو الأمر في إمضائه أو عدم إمضائه, وهذا ما ليس يكون في القناعات الدينية إذ أن الإنسان غالباً ما يكون شديد التمسك بها, ولا يرى أن له أن يتخلى عنها, أو أنه يملك الحق في عدم إمضائها ولأجل ذلك تجد البعض ربما ضحى بحياته من أجل شيء من تلك القناعات الدينية وما ذلك إلا تصوير حقيقي لتصوره أنه لا يمتلك حق التراجع أو التخلي عن إمضائها. هكذا هي القناعة الدينية تملك على المرء قلبه حتى لم يعد يقيم لحياته وزناً في سبيل إمضائها, ويزداد الأمر ويعظم إذا وافق موسماً أو مكاناً مقدساً فإن المرء لا يبالي بعد ذلك بشيء ولأجل ذلك كان من المهم العمل على ترشيد هذا الانقياد والتسليم ومحاولة تصحيح الأفكار والرؤى وفق مبادئ صحيحة وحقيقية غير منحرفة ولا منجرفة. ولعمل فريضة الحج وما يحصل فيها من إشكالات متكررة تؤكد ما سبق الإشارة إليه حيث يتكرر في كل عام أخطاء السبب فيها هو وجود الدافع والحافز والوازع الديني وعدم وجود الوعي الحقيقي الذي يرشد ويضبط ذلك الدافع الديني, مما ينتج عنه مآسي تؤلم القلب وتهز الوجدان ويذهب ضحيتها فئام من المسلمين, ولأجل ذلك كان من المهم العناية بجانب الفكر من خلال توعية الناس وإرشادهم, وتصحيح المفاهيم لديهم وبيان السبيل الأصوب والأمثل في أداء النسك من خلال ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك التأكيد على التوعية في جوانبها المختلفة الدينية والصحية والتنظيمية مما يساهم في الخروج بمواسم للحج بأقل الإشكالات والأخطاء.