المرافق والخدمات العامة في نيابة دمشق وأثرها على المجتمع خلال عصر المماليك البحرية 658هـ/1260م – 784هـ/1382م

Abstract

لقد لقيت دمشق عناية واهتماماً من قبل السلطة المملوكية في عهدها الأول، وقد تعاون مع السلطة المملوكية أعدادٌ من الأمراء والوزراء والأعيان والموسرين من التجار وغيرهم، فعمل الجميع على إنشاء العديد من المرافق والخدمات العامة التي كان الهدف منها خدمة المجتمع الدمشقي في جميع المجالات، فكان هناك مرافق دينية كالمساجد ومرافق الأوقاف والقضاء والحج وغيرها، ومرافق تعليمية كالكتاتيب والمدارس ودور العلم الأخرى، ومرافق صحية كالمارستانات المتعددة وما اشتملت عليه، ومرافق عسكرية، من ديوان الجيش وخزانة الأسلحة وغيرها، ومرافق مائية بما اشتملت عليه من الآبار والقنوات السدود والصهاريج والأسبلة وغيرها، ومرافق اقتصادية شملت الأسواق والخانات والقياصر وغيرها كما شملت المرافق الزراعية كالبساتين وقطع الأراضي الزراعية والحظائر الحيوانية، وأيضاً المرافق الصناعية المحلية المعتمدة على الإنتاجين الزراعي والحيواني، وكذلك المرافق الترفيهية من المنتزهات وأماكن التسلية، وكذلك خدمات الطرق والمواصلات التي اشتملت على الطرق الرابطة بين دمشق وبقية بلاد الشام، ومصر والعراق والحجاز، وكان البريد في مقدمة مرافق النقل والمواصلات بين دمشق وهذه النواحي، ثم قافلة الحج المسيرة بين دمشق والحجاز كانت تمثل أهم الطرق الواصلة بين الشام والحجاز إضافة إلى طرق القوافل التجارية البرية وكذلك الطرق البحرية التي مكنت دمشق من الاتصال بالعالم الخارجي من وسط آسيا وبلاد الهند إلى دول أوربا وأفريقيا نظراً للموقع الجغرافي المتوسط بين هذه الشعوب الذي ميز دمشق عن غيرها من البلدان. ولذلك شهدت دمشق مع توفر هذه المرافق والخدمات العامة نهضة حضارية بقيام مساجدها وتعدد مدارسها وقوة جيشها وتوفر الخدمات العامة للسكان، فكان ذلك معلماً حضارياً بارزاً شهدته دمشق في تلك الفترة من تاريخها. وقد اشتمل البحث على مقدمة، وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة، وملاحق، وقائمة بالمصادر والمراجع. المقدمة وفيها: التعريف بالموضوع وسبب اختياره وأهداف الدراسة ومنهجها والدراسات السابقة.