جُهود التأصيل والتَّفعيلِ في البحث البلاغيّ الجَديد: من خلال مشروعَي مُحمّد العُمريّ ومحمّد مِشبال

Abstract

يتمحور هذا البحث حول الوقوف على مشروعين من مشاريع البحث البلاغيّ الجديد: البلاغة العامّة لدى محمد العُمريّ، والبلاغة الموسّعة لدى محمد مِشبال، وذلك عن طريق استيضاح الجهود الفاعلة في منطقتي التأصيل و التفعيل عند كلٍّ منهما، هادفًا من وراء ذلك إلى تقصّي إمكانيّة التكامل بين جهود المشاريع البلاغيّة الجديدة؛ تطلّعًا إلى بناء مشروع بلاغيّ تغييريّ بواسطة استثمار التّقاطعات والانفرادات بين المشاريع. وقد عَمِدَ في ذلك إلى معالجة الموضوع في فصلين: أما الفصل الأول: جهود التأصيل، ففيه وقف على جهود العودة المشتركة بين المشروعين، وإبراز تقاطعهما سواء في اتّفاقه أو في اختلافه، ثمّ تلا ذلك إظهار الجهود المنفردة لديهما في إبراز مبدأ التّكامل في كُلٍّ، وأردف بعدها وقوفه على كيفية تواصلهما مع المفاهيم الغربيّة؛ لما لذلك من أهمية في مثاقفة التأصيل، منتهيًا إلى تسجيل مجموعة من التقنيات التي استخدمها المشروعان في هذه المنطقة التأصيلية، والتي ستُفيد منها منطقة التّفعيل عند كُلٍّ. وأما الفصل الثاني: جهود التّفعيل، فقد وقف البحث فيه على تجديد المشروعين الممتدّ من أرضية التأصيل، وذلك عن طريق إجابتهما عن السؤال الإبستيمولوجي: ما البلاغة؟، الذي أظهر البحث فيه مناقشتهما للمفاهيم السّابقة وبلورتهما للتصوّر الخاص، كما وقف على تفعيل هذا التّصور في قدرته على المواجهة بنوعيها: الداخلية؛ في إطار النصوص والمقولات، والخارجيّة؛ في إطار الواقع وملابساته. وانتهى البحث إلى جملة من النتائج والتوصيات التي تشير إلى فاعليّة مبدأ التكامل بين المشروعين، وتؤكّد الدعوة إلى التوسّع في استثمار هذا المبدأ لدى المشاريع البلاغيّة الجديدة، وتبنّي منظومة بحثيّة جماعيّة تهتمّ بهذا الحقل المشاريعيّ وتستمدّ منه آفاق التغيير في حقل البلاغة العربية.