الزحام عند الجمرات في الحج: دراسة نفسية اجتماعية

Abstract

يعتبر رمي الجمرات من أشق مناسك الحج بسبب الزحام الشديد وحركة الحجاج غير المنتظمة في أثناء الرمي مما قد ينتج عنه حوادث وإصابات. وتهدف هذه الدراسة إلى استطلاع سلوك الحاج عند رمي الجمرات ومعرفة بعض العوامل الاجتماعية والنفسية التي لها ارتباط بالزحام عند هذه الشعيرة، ومن ثم تقديم التوصيات بكيفية التعامل معها. وتفترض الدراسة الحالية أنّ هناك العديد من العوامل بجانب العوامل الطبيعية وسعة المكان لها علاقة بالازدحام عند الجمرات، ومنها مستوى الوعي عند الحجاج ومعرفته بأحكام الرمي والأسلوب الذي يرمي به الجمرات ومدى رؤية إرشادات السير وفهمها والتقيد بها والشعور بالخطر في أثناء رمي الجمرات، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل مستوى الحاج التعليمي والمجتمع الذي قدم منه. وقد أجريت الدراسة في منطقة منى في يوم العيد واليومين الأول والثاني من أيام التشريق من مسوم حج عام 1415هـ، وقد شارك في هذه الدراسة 522 حاجًا يمثلون 40 جنسية، وتم جمع المعلومات من الحجاج في أماكن متنوعة في منى تشمل منطقة الجمرات والمخيمات التي يسكن فيها الحجاج. وقد توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج التي يُرجى أن تسهم في إيجاد بعض الحلول لمشكلة الازدحام، ومن هذه النتائج أنّ معظم الحجاج يقومون باختيار وقت الرمي بأنفسهم وأنّ معظمهم يفضل الرمي بعد الزوال رغم أنّه أكثر الأوقات ازدحامًا وأنّهم يعرفون ذلك، كما اتضح من الدراسة أنّ المطوفين أو المشرفين على حملة الحج قد يختارون أوقاتًا غير مناسبة ليرمي فيها الحجاج الجمرات، كما بينت الدراسة أنّ نسبة كبيرة من الحجاج تقوم بالرمي في مجموعات بعضها كبيرة مما يؤدي إلى زيادة الازدحام وبطء حركة تدفق الحجاج إلى منطقة الجمرات واضطراب الحركة في المنطقة المحيطة بالجمرات، كما بينت هذه الدراسة أنّ الحجاج يواجهون مشكلات عدة في طريقهم للجمرات وأثناء رمي الجمرات، ومعظم هذه المشكلات يمكن إرجاعها إلى قلة مستوى الوعي عند بعض الحجاج. كما توصلت الدراسة إلى أنّ هناك نسبة لا بأس بها من الحجاج ليست لديها معرفة كاملة بأحكام الرمي والرخص المتعلقة به مما قد يؤدي للازدحام، وتصلت الدراسة كذلك إلى أنّ هناك نسبة من الحجاج لا تحرص على اتباع الإرشادات المنظمة لسير الحجاج، كما أنّ هناك نسبة منهم يرون أن اتباع الإرشادات لن يمنع الازدحام عند منطقة الجمرات.