أغا دار السعادة (990-134٢هـ / 1582-192٤م) دراسة تاريخية حضارية

Abstract

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا يُوافي نعمه، ويستوجب شُكره، وأفضل الصَّلاة وأتمُّ السَّلام على نبيِّنا ومُعلِّمنا مُحمِّد صلَّى الله عليه وسلَّم. بدأت هذه الدِّراسة المُعنونة "أغا دار السَّعادة دراسة تاريخيَّة حضارية"، بالمُقدِّمة والتَّمهيد وثلاثة فصول، وخُتمت بأهمِّ النتائج. وجاء في التَّمهيد نبذة بسيطة عن ظاهرة الرَّقيق، فالأغاوات في أصلهم رقيق، وبداية نشأة المنصب، مع تعريف بأهمِّ المُصطلحات الواردة في الدِّراسة. وتناول الفصل الأوَّل نشأة الأغاوات وتدريبهم ورُتبهم ومكانتهم، وجاء في المبحث الأوَّل المناطق التي قدم منها الأغاوات بعرقيهم الأبيض والأسود، ومن ثم نشأتهم وإعدادهم وفق الأعمال والوظائف التي سيشغلونها فيما بعد، وأهم الصفات التي يجب أن يتحلوا بها، وتناول المبحث الثَّاني المقرَّات التي سكنها الأغاوات وموقعها من سراي طوب قابي، وكيفية تدريبهم على أيدي من هم أقدم منهم من الأغاوات، وما كان يتعرض له الواحد منهم من عقاب في حالة قيامه بخطأ أو تقصير في أداء إحدى مهامه المطلوبة، ثم السلم الوظيفي الذي كان يتدرج فيه الأغاوات، والذي يبلغ من ثمان إلى تسع مراتب ليصل إلى منصب الأغوية ومهام كل رُتبة منها، ومراسم التعيين لمن يصل لهذا المنصب. وجاء في المبحث الثالث المكانة التي وصل إليها أغاوات دار السَّعادة ولباسهم في الحياة اليوميَّة والمناسبات الرسمية، ومقدار مرتباتهم التي تصرف لهم مقابل مهامهم، وما كان لهم من موارد مالية أخرى جمعوا من خلالها أموالهم وثرواتهم، ومصير هذه الأموال والثروات بعد وفاتهم. أما الفصل الثَّاني فتناول فيه المبحث الأوَّل الأعمال المُسندة إلى أغاوات دار السَّعادة، والتي انقسمت بطبيعة الحال نظرًا للمكانة التي وصلوا إليها إلى مهام داخل السراي ومهام خارج السراي، وأوضح المبحث الثاني كيف تصاعد نفوذ أغاوات دار السَّعادة ليس على دائرة الحرم التي كانت تحت إدارته بشكل كامل، وإنما توسَّع ليشمل نفوذًا أكثر وأكبر، ما نتج عن ذلك من تنافس بينهم وبين الأغاوات البيض للسيطرة التامة على السراي ومن فيه ليتمكنوا في أخر المطاف من الاستحواذ على منصب الأغوية. وجاء في المبحث الثالث أهم المحاولات للحد من نفوذهم الذي تفاقم، ولكنها باءت بالفشل ليعود الأغاوات لسيطرتهم وقوتهم حتى جاء عهد التنظيمات الذي واكب التطور والتغيير الذي زامن القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، ما أثَّر على مكانة الأغاوات وقوتهم، فتقلص نفوذهم، وضعفت قوتهم، فأصبحت مهامهم لا تتعدى مسؤولية الإشراف على دائرة الحرم. وتناول الفصل الثالث الأوقاف الخاصَّة بأغاوات دار السَّعادة وخاصة في الحرمين الشريفين (مكَّة المُكرَّمة والمدينة المنوَّرة)، وطرق الصَّرف من هذه الأوقاف والجهات المستفيدة من هذه الرُّيوع من خلال دفاتر الصرة المخصصة لأهالي الحرمين، والتي كانت تُرسل سنويًّا في موسم الحج . وانتهت الدِّراسة بخاتمة عرضت أهم النتائج التي توصَّلت إليها. الطالبة: المُشرفة: أماني عطية الزهراني أ.د. سعدية سعيد البيشي