أصل دلالة المادة بين ابن فارس والراغب الأصفهاني

Abstract

هذه الدّراسة مُقدّمةٌ لنيل درجة الماجستير في تخصّص اللّغويّات، وتُعنى بأصل دلالة المادّة بين ابن فارس والرّاغب الأصفهانيّ، من حيثُ المعنى المشترك، باعتبارات التّعدّديّة والأحاديّة، والحسّيّة والمعنويّة، والإطلاق والتّقييد، والإيجاز والإطناب، والإيضاح والغموض. وتهدف إلى بيان موقف الرّاغب من نظريّة ابن فارس الأصوليّة الدّلاليّة، ولا يتمّ ذلك إلّا عن طريق (الموازنة) بينهما؛ لمحاولة الكشف عن مذاهب عالِمَين لُغويّين وطرائقهما في تأصيل المادّة، ومعرفة اعتباراتهما فيها؛ للاستنارة بصنيعهما، والاستلهام من خصائص فكرهما ومنطقهما، مع تقديم دراساتٍ متخصّصةٍ في مجال (اللّغويّات)، تُثمر حُسنَ التّفقّه في لغة العرب، وحُسنَ التّأتّي لما قدّمه المتقدّم للمتأخّر، وما أثمره المتأخّر في تراث المتقدّم عن طريق رصد التّطوّر عند ابن فارس، والتّجديد عند الرّاغب، وتحديد معالم التّأثّر والتّأثير. ونظرًا لما يتّسم به البحث في المعاجم من معالجةٍ موضوعيّةٍ تتغيّا التّحديد، والتّتبّع، والتّقصّي، والتّحليل، والتّفسير، والتّصنيف، والقياس، وإيجاد علائق الرّبط والتّضامّ، واستخلاص النّتائج؛ رغبتُ أن يكون المتن مُعجميًّا، وطريقة النّظر وصفيّةً تفسيريّةً موازِنةً. وقد توصّلتُ إلى نتائج، من أهمّها: تأثّر الرّاغب بابن فارس، وهذا التّأثّر يتمثّل في جوانب عدّةٍ، لكنّه كان تأثّرًا غير مباشر، مبنيًّا على رجوعه إلى كتاب (المجمل) الّذي أَجملَ فيه ابن فارس فكرة الأصول، واعتمد أُحاديّة الأصل، ولم يكن تأثّرًا مباشرًا بالرّجوع إلى (المقاييس) الّذي فَصّلَ فيه فكرة الأصول وعرضها بضوابط ومعايير ومقاييس مختلفة، وتردّد بين الأحاديّة والتّعدّديّة غالبًا في الأصل. ورصدتُ التّجديد في نظريّة التّأصيل عند الرّاغب باعتبار أنّه متأخّرٌ عن ابن فارس بقرنٍ من الزّمان أو أكثر؛ ويتمثّل هذا التّجديد في بعض دلالات ومرادفات وعبارات الأصل وضوابط تمييزه عن الفرع، وكذلك في بعض شواهده ومظاهر وضوحه أو غموضه، وفي تقييده في غالبيّة المواد، وصياغته بالمعاني الحسّيّة؛ لأسبقيتها على المعاني المعنويّة -من وجهة نظره-، وفي عدم الحكم بالشّذوذ على الفروع والاستعانة بالمجاز لردّها إلى أصل الدّلالة، وفي عدم النصّ على مصطلحاتٍ للأصل أو نعته ووصفه.