ثنائية التاريخ والخبر في أخبار ابن الكلبي

Abstract

استغلت هذه الدراسة اكتظاظ أخبار هشام بن السائب الكلبي الإخباري النسّابة المشهور في مروياته بالفن والجمالية بما اشتملت عليه من عناية بوصف الأمكنة، وتوالي أحداثها، وتوالد حكاياتها، فتناولت بنية الأخبار في مرحلة بدء تدوينها وتداولها جنسًا كتابيًّا. وجرت فيها محاولة مقاربة أخبار ابن الكلبي من زاوية جديدة، ومقاربتها من ناحية سرديّة. فركزت في المادة المدروسة على أربعة كُتب جمعت أخبار ابن الكلبي وهي: (افتراق ولد معد) و(الأصنام) و(الأيام) و(نسب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها). وبدأت البحث بتمهيد جرى فيه بيان معنى الخبر، وتعريفاته لغة واصطلاحا، وعرضت فيه آراء الدارسين المعاصرين حول تداخل التاريخ بالسردية الأدبية في التراث العربي، وثُنِّي بمقاربة للمؤثرات الخارجية التي أثّرت تكوّن هذه الأخبار، ودور المشافهة في صياغتها وأثرها في المكتوب، ثمّ مكونات الأخبار الداخلية كالسند، وتنازع الشعر بالنثر، وأشكال حضور الشعر في هذه الأخبار، ثم أعقبه فصل جرى فيه بيان مكوّنات متون الأخبار، وتحليل المتن التاريخي، والمتن الحكائي، ثم أعقبه فصل ختامي جرى فيه بيان مكوّنات الخطاب السردي في هذه النصوص، من حيث الراوي، وبنية الزمن، وخصائص القصّ، ثم ذيلت البحث بخاتمة استخلصت فيها أهم النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة، من أن الثقافة العربية في أصلها ثقافة مشافهة، وخروج ابن الكلبي عن الفكرة الأوليَّة التي تقول: إن التاريخ حقيقة والشعر خيال، وحضور القصة في الأدب العربي بقوة، ونشأة ثنائية التاريخ والخبر من تداخُل (المرجع الغائب)، و(تشكيله اللغوي)، وافتقار سمات المشافهة في أخبار ابن الكلبي إلى الطلب، وأن زمن الخطاب في المتن الخبري عند ابن الكلبي قصيرٌ جدًّا مقارنةً بزمن الحكي، وغلبة المكوِّن الزمني الجاهلي على جُلِّ أخباره، إذ أكثره تعود مرجعيته الزمنية إلى ما قبل الجاهلية.