تأليــــــف المختلــــــــف (دراسة لأصل من أصول الاستحسان البياني)

Abstract

"تأليف المختلف" مفهوم واسع في تراثنا الأدبي, أخذ أكثر من صورة, وداخل أكثر من مصطلح, ولابس أكثر من قضية, وتغازرت شواهده وتطبيقاته؛ وذلك لأنه مركوزٌ في مبنى الطباع وغرائز العقول . ابتدأت الدراسة تأصيله من منطق العلاقة اللغوية بين التأليف والاختلاف, ثم من حقائق السُّنن الكونية, ثم من الرؤية الإسلامية, ثم من الرؤية الجمالية. ثم اتجهت إلى بلورة المفهوم بتتبع حركته, ورصد تمثلاته اللفظية وصُوره المعنوية, واستجلاء حدوده الاصطلاحية, ثم وقفتْ مع حضوره الغزير في الواقع البياني, وأبرزت معالم ثرائه في أعمدة البيان العربي, وذلك كلّه في أربعة مباحث في الفصل الأول: حركة المفهوم ومعالم ثراء الممارسة. وجاء التفصيل بعد الإجمال, فكان أوَّل العناية بتأليف الحروف المتباعدة في بناء الكلمة، ثم بتأليف الأصوات المختلفة في الكلام, ثم بتحليل نموذج من القرآن يَستجلي خصائص تأليف المختلف الصوتي, وذلك في مباحث ثلاثة ضمن الفصل الثاني : تأليف الأصوات المختلفة. ثم جاء المعنى عقب اللفظ, فشرعت تُؤصِّل لعلاقات الانتساب بين المعاني, ثم وقفت مع تأليف المتضاد وأثره في بيان المعاني, وتبعته بتأليف المتباعد وأثره في بيان المعاني, ثم توسَّع أفق الدراسة للكشف عن وجه مسكوت عنه, وهو تأليف المتباين, وذلك كلّه في أربعة مباحث في الفصل الثالث: تأليف المعاني المختلفة. ثم امتدت إلى تأليف الأغراض, وهي المنطقة العريضة التي يتقاطع فيها "تأليف المختلف" مع "التناسب", فبذلت الدراسة جهدها في تأصيل المبادئ التناسبية, ثم انتقلت إلى قيم تأليف السورة القرآنية بين الأغراض المختلفة, ثم وقفت وقفة تحليلية مع سورة تركَّز مقصدها على رعاية الائتلاف, ثم مع قصيدة جاهلية تركَّز مقصدها في نبذ الاختلاف, وذلك كله في أربعة مباحث ضمن الفصل الرابع : تأليف الأغراض المختلفة. ثم جاء دور الأساليب فجَسَّرت الدراسة العَلاقة بين الفصلين بمعالجة التأليف بين المعنى وأسلوب ضده, ثم عالجت التأليف على التجاور بين الأساليب المختلفة, ثم ختمت بمعالجة التأليف على الامتزاج بين الأساليب المختلفة، وذلك كله في ثلاثة مباحث ضمن الفصل الخامس: تأليف الأساليب المختلفة. ثم انتقلت لمعالجة تأليف التشبيه من المختلفات, ودار النّظر حول محورين متآلفين: التقنين والاستحسان, وذلك في مبحثين ضمن الفصل السادس: تأليف التشبيه من المختلفات. ثم جاءت الخاتمة مُتوّجةً بالرُّؤية الكلية لهذه الظاهرة البيانية الكبرى, وبأهم التوصيات المقترحة.