العمى والرؤية الشعرية الأعمى التُّطَيلي أنموذجًا

Abstract

تناولت الدراسة الرؤية الشعرية للأعمى التطيلي، وعلاقتها بعاهة العمى من خلال الدراسة النصية لقصائده، وقد اعتمدت على المنهج الوصفي والتحليلي، وبعض تفسيرات المنهج النفسي؛ للوقوف على إحساس الشاعر بالعمى، وموقفه من الوجود، والعالم من حوله، وكيف أبانت أساليبه التشكيليَّة عن تلك الرؤية. و جاءت في ثلاثة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد، وتتلوها خاتمة بأهم النتائج، ثم الفهارس، عرض التمهيد لمفهوم الرؤية الشعريَّة، ونبذة تعريفية موجزة بالشاعر، ثمَّ تناول الفصل الأول أهمَّ مجالات الرؤية الشعرية، من خلال الذات، والآخر، وكشف الفصل الثاني عن مكونات الرؤية، وروافدها، وعرض الفصل الثالث أساليب التشكيل الجمالي، وخُتِم البحث بتلخيص موجَز لأهم النتائج التي توصَّل إليها، وكان منها:- خصوصية الرؤية الشعريَّة لدى التطيلي، وتأثرها بالعمى، الأمر الذي وضح جليًّا في علاقاته المختلفة .فتشكَّلت رؤية التطيلي لذاته من خلال صورتين أساسيتين للذات، هما: الذات المغتربة، والذات الفاعلة، وقد هيمنت فيها الرؤية الذاتيَّة التي تجد في القوة ورفض العجز، سبيلًا لوجودها.كما تفاوتت رؤية التطيلي لممدوحه بين الحضور والغياب، والتماثل معه، بتأثير من عاهة العمى التي شكَّلت تلك الرؤية في نماذجها الثلاث.وتجلَّت رؤية الأعمى التطيلي في قصائده الرثائية في اتجاهه صوب المعاني التي تخفِّف من مأساته؛ كالتقليل من قيمة الحياة الدنيا، وتأمُّل الموت، ورؤية القبر كمكان آخر للحياة، فتنامى إحساس القوة بيقين المعرفة وفق رؤية قائمة على شموليَّة الضعف الإنساني.كما ظهرت المرأة في نصوصه في أنماط مختلفة من خلال ثنائية السلب والإيجاب. ومثَّل المكان والزمان أهم مكونات الرؤية الشعريَّة ،كما تعدَّدت روافد الرؤية الشعريَّة بين رافد ذاتي ممثَّلًا في الحكمة، ورافد مكتسب تمثِّله الثقافة. واستطاع الشاعر أن يطوِّع معجمه الشعري لتجسيد رؤيته الخاصة من خلال ألفاظ دالَّة ، كشفت عن تأثير العمى على تلك الرؤية. فاتَّسمت الصورة ببعض السمات الدالَّة على رؤية الشاعر في علاقته بذاته وبالآخرين، وتوظيف الظاهرة اللونيَّة بما يتناغم مع رؤيته الشعريَّة، وتجربته الخاصة.وتجسيد الإيقاع بنوعيه الداخلي والخارجي رؤيةَ الشاعر في اختياره للنغم الإيقاعي المتماثل معها.