الخصائص البلاغية في أحاديث كتاب الزكاة من صحيح البخاري

Abstract

الهدف العام من دراسة موضوع: الخصائص البلاغية في أحاديث كتاب الزكاة من صحيح البخاري.. هو: إبراز الاتصال الوثيق بين السنة النبوية والبلاغة العربية، وبيان أن الحديث الشريف هو الحقل الثاني للبلاغة العربية بعد القرآن الكريم. وأما الهدف الخاص فهو: الوقوف على الخصائص البلاغية في أحاديث كتاب الزكاة من صحيح البخاري، والتعرف على الأسباب التي ارتقت بالبيان النبوي، والكشف عن بعض وجوه بلاغته، وإبراز قوة بيانه وبراعة أساليبه. وقد خلصت الدراسة إلى: أن اتخاذ كتاب الزكاة من صحيح البخاري مجالاً للبحث، فيه مزية الاهتمام بجانب صحة الحديث من ضعفه، وبذلك اتخذت من صحة الحديث وقوته مجالاً رحبًا لصحة الاستدلال والاستنباط وبيان الروعة مع قوة الدليل. وأن البيان النبوي تميز عن بيان غيره من بلغاء العرب؛ ذلك أنه بيان إنسان اصطفاه الله. وأن الناظر في الأحاديث النبوية في كتاب الزكاة في ثناياها سيقع على حقيقة مفادها التنوع الأسلوبي العجيب في جوانب نصوص هذه الأحاديث عبر مستوياتها المختلفة؛ المستوى الصوتي، والتركيبي، والتصويري. وأن هذه الأحاديث بلغت المدى في تحقيق معايير الترابط النصي، واتضح فيها التلازم الكبير بين بناء الكلمة والمعنى الذي تحمله. وقد جاءت الصورة الفنية بمكوناتها المتعددة في هذه الأحاديث واضحة ترسم للسامع والقارئ صورة كاملة للمشهد، كأنه يراها ويعيشها، مثل: تصوير المنفق والممسك، كمثل رجلين عليهما جبتين من حديد، والعائد في هبته، كمثل الكلب يقيء فيعود في قيئه، وغيرها من الصور التي وردت أثناء الدراسة. وكشفت الدراسة أن الخصائص البلاغية في كتاب الزكاة، ليست مقصودة لذاتها في البيان النبوي، وإنما هي وسائل تفرضها حالة الموقف الذي يتحدث فيه إذ يلمس بحسه الفطري ما يتطلبه الموقف من الفنون البلاغية ليتوصل بها إلى المتلقي في أبهى حلة، وأكبر تأثير.