تَشْنِيفُ المَسْمَع على المَجْمَع لأحمد بن محمد بن شعبان العُمري الطرابلسي ت 1020هـ (قسم المعاملات) من أول كتاب البيوع إلى نهاية كتاب الشفعة دراسةً وتحقيقًا

Abstract

وإِنَّ من نعمة الله على العبد أن يرزقه الفقه في الدين, وأن يوفقه للاشتغال به تعلما وتعليما قال  :«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»( ), كما أمر سبحانه بتبليغ هذا الدين (ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ) [التوبة: 122], وإِنَّ من أعظم علوم الشريعة نفعا بعد التوحيد علم الفقه, إذ به يُعرف الحلال والحرام, وبه يُعرف الطريق الصحيح لأَداءِ العبادات, وصحة العقود والمعاملات, وبه يُعرف طريق القضاء بين الناس فيما اختلفوا فيه من القضايا والمشكلات, وبه يعرف العبد حِلَّ مطعمه ومشربه وملبسه من حرمته, وإِلى أَهله يرجع عامة المسلمين في الفتاوى والمعضلات, فما أَحسنه من علم وما أَعظم أَثره وأَثر أَهله على المسلمين, قال ابن الجوزي : "أعظم دليل على فضيلة الشيءِ النظر إِلى ثمرته، ومن تأَمل ثمرة الفقه، علم أَنه أَفضل العلوم؛ فإِن أَرباب المذاهب فاقوا بالفقه الخلائق أَبدًا، وإِن كان في زمن أَحدهم من هو أَعلم منه بالقرآن أَو بالحديث أَو باللغة"( ). ولا يخفى على أهل العلم ما لمؤلفات علماءِ الإِسلام من أَهمية كبيرة؛ لاشتمالها على نفائس علومهم, ودقائق فهومهم, وعجائب استنباطاتهم, وقوة استدلالهم.