استخدام تقنية الرادار الأرضي في تحديد موقع الخندق بالمدينة المنورة كأثر إسلامي عظيم

Abstract

اندثر موقع الخندق بالمدينة المنورة وعفا أثره قبل عدة قرون، وقد حاول بعض المعاصرين تحديد موقع الخندق، حيث قام بعضهم بتحديده بطرف حرة واقم شرقًا، وغربيّ وادي بطحان حيث طرف الحرة الغربية (الوبرة) غربًا. وقيل إنه على شكل شبه نصف دائرة عند طرفها الغربي يقع غربي مسجد المصلى والشرقي عند مبتدأ حرة واقم في الشمال الشرقي. يعتبر المسح الراداري طريقة جيوفيزيائية غير مكلفة، طورت خلال الثلاثة عقود الماضية للاستكشاف الضحل وبدقة عالية، والفكرة العامة للرادار الأرضي المخترق هي إرسال موجات (نبضات) كهرومغناطيسية عالية التردد (10 - 2000) ميجاهيرتز، تحت سطح الوسط، حتى تقابل أهداف أو مواقع مختلفة (من ناحية الخصائص الكهربية)، ثم تنعكس وترتد إلى السطح ويتم استقبالها في نفس الجهاز، ومن ثم يتم تحليل ومعالجة هذه الموجات بواسطة برامج التحليل للحصول على صورة للوسط الذي مرت فيه هذه الموجات. وتتأثر هذه الموجات بالخصائص الكهربية المختلفة وتعتمد على مدى التباين في تلك الخصائص، حيث ينعكس جزء منها ويتم تسجيلها بواسطة جهاز الاستقبال والجزء الآخر ينكسر أو يتشتت. وتستخدم خاصية انعكاس الموجات الكهرومغناطيسية لمعرفة خصائص التربة، مواقع الأجسام المعدنية، التنقيب عن الآثار المدفونة (قد قام الباحثون بتطبيقات عديدة في مجال الآثار منها تحديد مواقع مراكب الشمس بمنطقة الأهرامات والتنقيب عن الآثار بمناطق وادي المومياوات ومعبد الكرنك وحتشبسوت وغيرها ...)، وتحديد مواقع الخدمات العامة المدفونة مثل الأنابيب والكابلات وغيرها. وتهدف هذه الدراسة إلى استخدام الطرق الجيوفيزيائية خاصة الرادار الأرضي لدراسة موقع الخندق بالمدينة المنورة، والتحديد العلمي الدقيق لموقع الخندق كأثر إسلامي عظيم. تم إجراء 14 قطاعا راداريا بمنطقة الدراسة بأطوال تتراوح بين 150 متر إلى 1000 متر، وذلك باستخدام الهوائي 100 ميجاهيرتز وجهاز SIR 3000 . تمت معالجة وتحليل البيانات باستخدام برنامج Radan 7 . أظهرت تفسير القطاعات الرادارية وجود ظواهر وبصمات رادرارية تعزى إلى أثر الخندق في عدة نقاط من منطقة الدراسة، تم وضع تصور علمي لكيفية حفر الخندق كذلك تم عمل توصيات بدراسة تفصيلة متكاملة للحصول على المزيد من المعلومات ووضع صورة نهائية مؤكدة لشكل وموقع الخندق.