الحفاظ على الهوية المعمارية الاسلامية بالمحيط الحضري للحرمين الشريفين

Abstract

انطلاقًا من حرص المملكة العربية السعودية على التنمية المستدامة نحو تحقيق الرؤية الطموحة للمملكة عام 2030 ومنها الرؤية المعمارية وخاصة المحيط الحضرى بالحرمين الشريفين، نجد أن العمارة فى مفهومها الشامل والذى يعكس العديد من الأفكار والاتجاهات الفكرية التأصيلية المختلفة هى محصلة لمجموعة من المدخلات والمعايير البيئية والاجتماعية والتى تعبر عن الفكر المعمارى خاصة إذا كنا نتحدث عن أهم المعالم الاسلامية ألا وهما المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوى بالمدينة المنورة فى المنظور الحالى والمستقبلى لما يحيط بهما من مبانى، ولكن كافة الرؤى الحالية لعمارة المحيط الحضري للحرمين الشريفين يشوبها عدم الدراسة التاريخية والتأصيلية للهوية الإسلامية لهذه المبانى، ومن هنا تظهر المشكلة البحثية فى عدم وضع معايير وظيفية للتعامل مع الهوية المعمارية للمبانى المحيطة بالحرمين الشريفين، فقد تم التعامل مع المحيط الحضرى للحرمين الشريفين من مفردات تراثية بهدف تشكيلى فقط وليس بهدف وظيفى. يهدف البحث الى وضع معايير للحفاظ على الهوية المعمارية لهذا المحيط الحضرى بمفهومه الوظيفى البيئى والاجتماعى الاسلامى، مما يحقق السمة المميزة والطابع الفريد للتراث مع ضمان استدامة هذا الفكر، وتحديد نسق للتصميم المعماري والذي يستخدم معطيات التراث الإسلامي بما يحقق تناغمًا وتكاملًا بين الماضي والحاضر والمستقبل، ووضع تصور لإعادة الصياغة المعاصرة لهذه المفردات بمفهومها المعاصر، وللوصول الى أهداف البحث فإنه سيتم إتباع المنهج الوصفى والوصفى المقارن في ضوء ما تحملة العمارة الإسلامية من قيمة معمارية وتراث أصيل لعمارة الحرمين الشريفين من خلال الدراسة الميدانية، وتفعيل مفردات العمارة الإسلامية في إطار معاصر لتفتح الطريق لإحياء هذه المفردات وتماشيها مع متطلبات العصر لتواكب تعدد استعمالات المبانى المحيطة بهما من مبانى سكنية وتجارية وفندقية وادارية، ويخلص البحث لمجموعة من النتائج والاستنتاجات المهمة مفادها الوصول إلى معايير الحفاظ على الهوية المعمارية للمحيط الحضرى للحرمين الشريفين، إلى جانب التوصيات الخاصة بالحفاظ على القيم التراثية وضمان إحيائها واستمراريتها واستدامتها.