دراسات التوعية الإرشادية

Abstract

يهدف العمل الأمني باختلاف تخصصاته ومسارات عمله إلى بث مشاعر الطمأنينة والسكينة في نفوس الكافة، وبالرغم من وضوح هذه الغاية وفحواها إلا أن القائمين على هذا العمل غالبًا ما يواجهون صعوبات جمة في قياس مشاعر الجمهور وتحديدها بدقة، ولعل هذه الصعوبة تتزايد يومًا بعد يوم في ظل التنامي المطرد لأعداد السكان وحركتهم المستمرة في الحياة وتعقد وتزايد متطلبات البشر وطموحاتهم أمام إغراءات التقدم العلمي والتقني المعاصر الذي أصبح يوفر للإنسان العديد من مظاهر الترف، وفي المقابل يخلق أمامهم معطيات واساليب مستحدثة لمخالفة القانون والتورط في شكل من أشكال الانحراف. لذلك فإن الإعلام الأمني يحمل بين ثنايا أهدافه ورسالته القيام بالوعي الأمني من خلال تدعيم سبل وأواصر الصلات بين الأجهزة الأمنية والجمهور وإعلامه بحقائق وثوابت العمل الأمني دون تهويل أو تهوين، والكشف عن الحالة الأمنية في البلاد وجهود رجال الأمن في المحافظة على أرواح وأموال الكافة. ومن هذا المنطلق استمد الإعلام الأمني أهميته الكبرى في مجال التوعية الأمنية خصوصًا في هذا العصر الذي بات فيه المجتمع وترامي أركانه قرية كونية صغيرة تتلاقى فيها وبسرعة كافة البيانات والمعلومات لتؤثر في بعضها البعض تجربة ثرية جديرة بالدراسة والرصد والتحليل والكشف عن أبعادها وأغوار دقائقها واستنباط ملامح مستقبلها في ظل متغيرات أمنية وإعلامية سريعة التحول عميقة الأثر. وفي هذا السياق سوف تدور الدراسة والبحث تحديدًا لمفاهيمها وفلسفتها ودورها ومراميها وغاياتها وخصوصًا بعد أن أصبحت الرسالة الإعلامية ضرورة اقتصادية واجتماعية وسياسية للدول كافة سواء النامية منها أو المتقدمة، بل إن دورها في عمليات التطبيق والتنشئة أخذ في التزايد والعمق في السنوات الأخيرة، وهو محور هام في مجال التوعية الأمنية بحيث أصبح دورًا غني عنه في كافة المجتمعات.