بناء برنامج تعليمي قائم على معايير الموهبة والذكاء الاصطناعي وقياس فاعليته في تنمية المفاهيم الجغرافية الحديثة ومهارات التفكير المكاني واتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي لدى الطلاب الموهوبين بالمستوى السادس الثانوي

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى بناء برنامج تعليمي مقترح قائم على معايير الموهبة والذكاء الاصطناعي ضمن مقرر الجغرافيا، وقياس فاعليته في تنمية المفاهيم الجغرافية الحديثة، ومهارات التفكير المكاني، ومهارات القدرة على اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي لدى الطلاب الموهوبين بالمستوى السادس الثانوي في مدينة الطائف. ولتحقيق ذلك؛ تم اختيار عينة عشوائية متيسرة بلغت (37) طالباً من مجتمع الدراسة في الفصل الدراسي الثاني 1439/1440هـ(2019م)، حيث تم اختيار إحدى المدارس الثانوية – نظام المقررات- في مدينة الطائف عشوائياً، ثم تم تعيين مجموعة الدراسة، واختيار خمسة طلاب من مجموعة الدراسة لإجراء دراسة الحالة بعد الحصول على موافقتهم للمشاركة. واتبعت الدراسة منهجية التثليث، والتي تضمنت ثلاث مناهج بحثية، وهي: المنهج الوصفي الوثائقي لبناء البرنامج التعليمي المقترح، والمنهج شبه التجريبي– ذو تصميم المجموعة الواحدة لقياس فاعلية البرنامج التعليمي المقترح، ومنهج دراسة الحالة لأثراء الدراسة بالبيانات النوعية التي تدعم تفسير النتائج الكمية. وجمعت بيانات الدراسة الكمية باستخدام ثلاث أدوات، وهي: اختبار التحصيل المعرفي للمفاهيم الجغرافية الحديثة، وبطاقة الملاحظة لمهارات التفكير المكاني، ومقياس القدرة لمهارات اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي، وذلك بعد التأكد من قيم الصدق والثبات اللازمة، أيضاً استخدمت ثلاث أدوات لجمع البيانات النوعية، وهي: أسئلة المقابلة شبه المقننة، ومذكرات الطالب، والتأملات الصفية. وبعد الانتهاء من تطبيق البرنامج، وأدوات جمع البيانات الكمية (قبلياً، وبعدياً) حُللت البيانات الكمية بالأساليب الإحصائية الوصفية والاستدلالية المناسبة باستخدام برنامج الحزمة الاحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، والمتمثلة في المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، ومعامل الارتباط لبيرسون لصدق الاتساق الداخلي والارتباط بين المتغيرات المعتمدة الثلاث، ومعادلة كودر ريتشاردسون لثبات اختبار التحصيل المعرفي، ومعادلة كوبر لثبات بطاقة الملاحظة، ومعادلة كرونباخ ألفا لمقياس القدرة لمهارات القدرة على اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي، واختبار(ت) للعينات المترابطة، ثم إيجاد الدلالة العملية لمربع إيتا لحساب حجم التأثير، وتم استخدام معادلة بلاك لنسبة الكسب المعدل، وحساب الانحدار الخطي للعلاقة الاعتمادية التنبؤية. ومن جانب آخر؛ تم ترتيب وتصنيف البيانات النوعية لدراسة الحالة، وعرض نتائجها دراسة الحالة بالطريقة المستندة إلى الطريقة المجذرة لتحليل البيانات النوعية، ثم تحليل المعلومات المتقاطعة لدراسة الحالة. وكشفت نتائج الدراسة في جانبها الكمي؛ عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0,01≥α) بين متوسطي درجات مجموعة الدراسة في التطبيقين القبلي والبعدي للمتغيرات المعتمدة الثلاثة في اختبار التحصيل المعرفي للمفاهيم الجغرافية الحديثة، وفي بطاقة الملاحظة لمهارات التفكير المكاني، وفي مقياس القدرة لمهارات اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي لصالح التطبيق البعدي. أيضا كشفت النتائج عن تأثير كبير(مرتفع) للبرنامج التعليمي في تنمية المفاهيم الجغرافية الحديثة، ومهارات التفكير المكاني، ومهارات القدرة على اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي لدى العينة، حيث بلغ معامل التأثير للمتغيرات المعتمدة الثلاثة (7,28، 15,33، 13,40) على التوالي. ووصلت نسبة معامل بلاك للكسب المعدل للمتغيرات المعتمدة الثلاثة إلى (1,27، 1,24، 1,23) على التوالي، مما يدل على فاعلية عالية للمتغيرات المعتدة على البرنامج التعليمي. وأظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية قوية طردية موجبة عند مستوى الدلالة (0,01≥α) بين المتغيرات المعتمدة الثلاث لكل من المفاهيم الجغرافية الحديثة، ومهارات التفكير المكاني، ومهارات اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي لدى العينة، حيث بلغ معامل الارتباط للمتغيرات المعتمدة الثلاثة (0,963، 0.958، 0,979) على التوالي. كما أظهرت النتائج وجود علاقة تنبؤيه خطية (الانحدار البسيط) لقيمة بيتا بلغت (0,963، 0,958، 0,979) عند مستوى الدلالة (0,01≥α) على التوالي بين المتغيرات المعتمدة المفاهيم الجغرافية الحديثة، ومهارات التفكير المكاني، ومهارات اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي في رفع كل منهما لمستوى الآخر، كما أبانت النتائج عن وجود علاقة تنبؤية خطية (الانحدار المتعدد) لقيمة بيتا وصلت (0,410، 0,777) للمفاهيم الجغرافية الحديثة ومهارات التفكير المكاني على مقدار النمو في مهارات اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي للطلاب الموهوبين. كما أكدت النتائج النوعية على الدور الرائد للبرنامج التعليمي في تزويد الطلاب الموهوبين بالمفاهيم الجغرافية الحديثة ومهارات التفكير المكاني ومهارات القدرة على اتخاذ القرار الجغرافي المستقبلي لارتباطها بواقعهم الحالي، مما ساهم في جذب انتباه الطلاب وتلبية طموحاتهم وخلق دافعية قوية لديهم لتعلم موضوعات البرنامج التعليمي المقترح، كما أظهرت النتائج أن المفاهيم الجغرافية الحديثة التي قُدمت في البرنامج ذات أهمية مرتفعة لارتباطها بالواقع الحالي الذي يعيشه الطلاب. وبناءً على نتائج الدراسة؛ قُدمت مجموعة من التوصيات من أبرزها أهمية استفادة وزارة التعليم السعودية من البرنامج التعليمي المقترح وأدوات جمع البيانات في إعداد مناهج الجغرافيا للطلبة الموهوبين بالمرحلة الثانوية. إضافة إلى ذلك طرحت مجموعة من المقترحات للدراسات المستقبلية ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية.