المواهب السنية في أحكام الوصية لبدر الدين أبي عبدالله محمد بن محمد الغزال، الشافعي ، الملقب"بسبط المارديني" المتوفى سنة 912هـ: دراسةً وتحقيقاً

Abstract

خير ما يشتغل به الإنسان معرفة الحلال والحرام من الأحكام، وعلم الصحيح من الفاسد من الأعمال؛ وعلم الفقه هو الذي أخذ على عاتقه بيان ذلك ، وبلا شك أنه من أجل وأشرف العلوم، ومن أجل أبواب الفقه وأعظمها ، علم المواريث والوصايا، ولقد ألف كثير من علمائنا الأقدمين كتبا في الفقه يكاد لا يحصيها العدّ، ولا شك أن كل واحد من هؤلاء المؤلفين الأفاضل قد لاحظ أن هناك ثغرة يوجب عليه دينه أن يقوم بسدها ، وحاجة يجب عليه أن يبذل كل ما في وسعه لقضائها؛ إلا أن العلامة الحيسوب فرضي وقته سبط المارديني قد أجاد وأفاد حينما خط كتابه العظيم الموسوعي (المواهب السنية في أحكام الوصية)، الذي قد جمع فيه جلّ إن لم يكن كلّ أحكام الوصايا النظرية والحسابية ، وجاء بها معلّلة ومدللّة على المذاهب الفقهية المختلفة ، وقد تفرد وتفنن في إيراد المسائل الحسابية العملية وعدد طرقها ، فلم يهمل طريقة على حساب أخرى، وإن الله جل شأنه قد امتن علي ووفقني لأن أقف على هذا المخطوط النفيس في بابه، وأن يكون الأطروحة العلمية -(دراسةً وتحقيقاً)- التي تقدمت بها لقسم الدراسات القضائية في كلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى ، لنيل درجة الدكتوراه ، وذلك أن علم الوصايا من صميم العلوم المتعلقة بالقضاء سواء في إثباتها أو تنفيذها